تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مواصلة البناء الاستيطاني في الضفة الغربيةالمحتلة، رافضاً بذلك طلباً أميركياً بعدم الإعلان عن مشاريع جديدة أثناء الإفراج عن الدفعة الثالثة من الأسرى. ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن نتانياهو قوله في اجتماع لحزب «ليكود» اليميني الذي يتزعمه مساء الأربعاء: «لن نتوقف ولو للحظة عن بناء بلدنا وتقوية أنفسنا وتطوير... المشروع الاستيطاني». وأضاف: «أعلم أن الناس يقولون لنا إنه لا يوجد سلام بسبب المستوطنات وبسبب وجودنا في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وهذا ليس صحيحاً». وتابع: «لا يوجد سلام بسبب استمرار معارضة وجود دولة يهودية قومية مهما كانت حدودها، ونحن لدينا حق في دولة مماثلة مثل أي شعب من الشعوب الأخرى». كما أكدت مصادر في مكتب نتانياهو في تعقيبها على التخوفات الأميركية أن إسرائيل ستعمل وفقاً للتفاهمات التي تم التوصل إليها من واشنطن، وأن البناء في مستوطنات الضفة سيستمر. وتأتي تصريحات نتانياهو فيما نقلت الإذاعة العبرية عن مصادر أميركية قولها: «إن موضوع الإعلان عن مشاريع استيطانية يمثل نقطة حساسة لدى الفلسطينيين»، معربة عن خشيتها من أن تؤدي هذه الخطوة إلى تعثر المفاوضات. كما أشارت معلومات نشرها الموقع الإلكتروني لصحيفة «هآرتس» اليسارية، إلى أن واشنطن طلبت من إسرائيل عدم الإعلان عن بناء وحدات استيطانية جديدة عند إطلاق الدفعة الجديدة من الأسرى الفلسطينيين في 29 من كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وهذه الدفعة تأتي في إطار اتفاق استئناف مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين منذ أواخر تموز (يوليو) الماضي في رعاية أميركية. وقالت إسرائيل إنها ستفرج عن 104 أسرى فلسطينيين مع تقدم محادثات السلام في أربع مجموعات خلال فترة الأشهر التسعة. وأفرجت حتى الآن عن 52 أسيراً في دفعتين. وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي قام بتسع جولات مكوكية في المنطقة منذ آذار (مارس) الماضي لمحاولة دفع المفاوضات قدماً، أكد أن المستوطنات «غير شرعية». وأعلنت إسرائيل بالتزامن مع إطلاق الدفعة الماضية من الأسرى الفلسطينيين بناء أكثر من 5000 وحدة سكنية استيطانية في القدسالشرقيةوالضفة الغربية المحتلتين. في المقابل، هدد الفلسطينيون بالانسحاب تماماً من المفاوضات. الكليات العسكرية إلى ذلك، ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة «معاريف» أن نتانياهو اضطر إلى وقف أعمال بناء مقار جديدة للكليات العسكرية على جبل سكوبوس (جبل المشارف) في القدسالمحتلة بعد أن قدمت كل من ألمانياوالولاياتالمتحدة إنذاراً للحكومة الإسرائيلية بأن نقل هذه الكليات إلى ما وراء «الخط الأخضر» سيدفعها إلى وقف التعاون مع الكليات العسكرية في حال أقيمت على أراضٍ تم احتلالها في حرب عام 1967. ونقل الموقع عن مصادر سياسية إسرائيلية أن الإنذار وجه إلى حكومة نتانياهو في مراحل التخطيط الأولى لإقامة مبانٍ جديدة للكليات العسكرية في المنطقة المذكورة التي احتلتها إسرائيل عام 1967. ولفت الموقع إلى أن الجيش الإسرائيلي كان يعتزم نقل ثلاث كليات عسكرية إلى جبل سكوبوس، ومن بينها كلية الأمن القومي التي تستضيف ضباطاً وجنرالات أجانب يدرسون فيها مدة عام كامل ويشكلون 15 في المئة من مجمل الملتحقين بهذه الكليات، علماً أن التحاقهم بهذه الكليات يرفع من مكانتها ويمنحها سمعة دولية جيدة. وترسل كل من الولاياتالمتحدةوألمانيا سنوياً لهذه الكلية ضباطاً من جيوشها، بالتالي فإنه في حال توقفت الدولتان عن إيفاد بعثات لكلية الأمن القومي، تخشى إسرائيل أن تحذو دول أخرى حذوهما. ونقل الموقع عن موظف ألماني رفيع المستوى قوله: «إن موقفنا من كل المباني التي تقع خلف الخط الأخضر معروف». في المقابل، رفضت السفارة الأميركية في تل أبيب التعليق.