أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس رفض الولاياتالمتحدة للبناء الاستيطاني، واصفاً الاستيطان بأنه «غير شرعي»، وذلك بعد أن اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الفلسطينيين بإثارة «أزمات مصطنعة» في هذا الموضوع. وبدأ كيري صباح أمس في القدس جولة محادثات جديدة في محاولة لإنقاذ محادثات السلام المتعثرة بين إسرائيل والفلسطينيين. والتقى نتانياهو قبل أن يتوجه إلى مدينة بيت لحم للقاء الرئيس محمود عباس. وقال كيري أمام حشد من الناس في ساحة المهد خارج كنيسة المهد في بيت لحم قبيل لقائه عباس: «مثل أي مفاوضات، هنالك تقلبات، لكن الرئيس (باراك) أوباما وأنا مصممان على السعي إلى إقامة سلام دائم للناس في هذه المنطقة». وبعد ساعتين من اللقاءات مع الجانب الفلسطيني، ومن بينها 40 دقيقة مع الرئيس عباس، كرر كيري موقف واشنطن الرافض للاستيطان، وقال: «نعتبر ولطالما اعتبرنا الاستيطان غير شرعي». وأضاف: «في ما يتعلق بالعودة إلى المحادثات، أود أن يكون من الواضح للغاية أن الفلسطينيين لم يوافقوا في أي وقت من الأوقات، وبأي شكل من الأشكال، على قبول الاستيطان». وأضاف: «هذا لا يعني أنهم لم يكونوا هم على علم، أو لم نكن نحن على علم، بأنه سيكون هناك بناء» استيطاني. وتأتي تصريحات كيري رداً على ادعاءات مسؤولين إسرائيليين بأن العطاءات الاستيطانية تأتي بعد «تفاهمات» بين الطرفين متعلقة بإطلاق 26 أسيراً فلسطينياً من أسرى ما قبل عام 1993 الأسبوع الماضي، وهي ادعاءات نفاها المسؤولون الفلسطينيون بشكل قاطع. وقال كيري: «الفلسطينيون يرون أن المستوطنات غير قانونية. وتواصل الولاياتالمتحدة الاعتقاد أن المستوطنات لا تساعد». وكان مقرراً أن يلتقي كيري أمس الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، قبل أن يلتقي نتانياهو مجدداً على عشاء عمل. وكان مسؤول فلسطيني كبير أعلن لوكالة «فرانس برس» ليل الثلثاء - الأربعاء: «عقدت الليلة جلسة مفاوضات فلسطينية - إسرائيلية بوجود الطرف الأميركي، لكن الجلسة كانت متوترة جداً، وانفجرت بسبب التعنت الإسرائيلي». وأشار إلى أن الفلسطينيين غاضبون من الادعاءات الإسرائيلية التي تقول إن العطاءات الاستيطانية جاءت «كتفاهمات» بين الجانبين عقب إطلاق 26 أسيراً فلسطينياً قديماً الأسبوع الماضي. وأوضح: «إسرائيل تدعي انه يوجد صفقة لاستمرار الاستيطان مقابل إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى وهذا غير صحيح على الإطلاق». وأضاف: «كما أوضح الوفد الفلسطيني أمام الطرف الأميركي رفضه هذه الادعاءات بشكل مطلق، لكن الجانب الإسرائيلي مصر على استمرار الاستيطان، ونحن لا نستطيع الاستمرار في المفاوضات في ظل هذه الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة». مساعدات أميركية وأعلن كيري في بيت لحم عن استثمار أميركي إضافي بقيمة 75 مليون دولار في مشاريع البنى التحتية الفلسطينية الصغيرة في الضفة الغربية كشق طرق ومدارس وعيادات ومراكز مجتمعية. وأوضح قائلاً: «علينا تطوير الاقتصاد لنري الشعبين أن للسلام فوائد، الفرص الاقتصادية والرخاء وتحسين نوعية الحياة». وعقدت حتى الآن نحو 20 جلسة تفاوضية في غضون الأشهر الثلاثة هذه، وفي حال لم يلق الوسيط الأميركي بثقله، فإن المفاوضات آيلة إلى الفشل، كما حذر مسؤولون فلسطينيون ووسائل إعلام إسرائيلية. وقبيل زيارة كيري، طرحت إسرائيل الأحد عطاءات لبناء 1859 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين. وتناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأيام الأخيرة أخباراً تفيد بأن واشنطن تسعى إلى تقديم اقتراح أميركي لاتفاق موقت يتم تقديمه إلى الجانبين أوائل العام المقبل من أجل إحراز تقدم في المفاوضات، الأمر الذي نفاه كيري في الرياض. ويطالب المفاوضون الفلسطينيون بأن تعقد المفاوضات على أساس حدود ما قبل الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقيةوالضفة الغربية وقطاع غزة في حزيران (يونيو) 1967 مع تبادل أراض متماثلة. أما الإسرائيليون، فاقترحوا كقاعدة للمفاوضات خط الجدار الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية وليس حدود عام 1967 كما يطالب الفلسطينيون، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. وعلاوة على ذلك تطالب إسرائيل بالإبقاء على وجود عسكري طويل الأمد في غور الأردن، وأن يكون تبادل الأراضي على أساس حاجاتها الأمنية، بحسب مصدر فلسطيني قريب من الملف.