لم يكن يتخيل شاب في العقد الثالث من العمر في مدينة حائل أن تتكالب عليه الظروف والأمراض وتكون سبباً في تحويله إلى عنصر غير فاعل في مجتمعه، إذ حال مرض «الصرع» دون التحاقه بوظيفة عسكرية وحوله إلى عاطل من العمل، وبدد آماله وقضى على أحلامه في تأمين لقمة العيش وتكوين أسرة. سالم الرشيدي (30 عاماً) يروى ب«حسرة» ل«الحياة» فصول معاناته الأليمة التي لازمته منذ أكثر من ثمانية أعوام متتالية، وأثرت في شكل سلبي وكبير على حاله النفسية والصحية والاجتماعية. ويقول سالم بصوت مبحوح: «الحمد لله على كل حال فلا يُشكر على السراء والضراء سواه، منذ طفولتي وأنا أعاني من مرض الصرع، وأتناول علاجات عدة لتخفيف أعراضه ومضاعفاته»، مضيفاً: «بعد أن حصلت على شهادة المرحلة الثانوية أصبحت أتطلع إلى الالتحاق بوظيفة عسكرية في قطاع الحرس الوطني لمساعدة أسرتي التي كانت ولا تزال تمر بظروف مادية سيئة، وبالفعل تقدمت بطلب الالتحاق لكن المسؤولين عن القبول اشترطوا خفض وزني الذي كان زائداً نوعاً ما». ويتابع: «بالفعل بدأت بحمية قاسية أسابق من خلالها الزمن لخفض الوزن في فترة قياسية ليتم قبولي وضمي إلى الدورة العسكرية، إلا أنه حدث ما لم يكن في الحسبان، فبعد مرور نحو 10 أيام أصبت بهبوط في الدورة الدموية وأدخلت على إثرها المستشفى وتم تنويمي لأيام عدة»، لافتاً إلى أن الأطباء أكدوا أن نظام الحمية القاسي الذي اتبعه كاد أن يودي بحياته، خصوصاً وأنه يعاني من مرض «السكري» إلى جانب مرض «الصرع». ويؤكد الرشيدي أنه أصيب أخيراً بمرض ارتفاع الحموضة في الدم، وجرى تنوميه في قسم العناية المركزة لأكثر من سبعة أيام، قبل أن يتم نقله إلى قسم العناية المركزة في مستشفى خاص ليكلف علاجه أكثر من 13 ألف ريال، ما اضطر شقيقه الأكبر الذي يعاني هو الآخر من مرض «السكري» إلى إقراضه. ويشير إلى أن كلفة علاجه تتجاوز ال1800 ريال شهرياً، وأنه يواجه صعوبة بالغة في تأمين ذلك المبلغ، مؤكداً أنه تعب من كثرة توسلاته المتواصلة منذ أعوام عدة لمسؤولي التوظيف في الشركات والمؤسسات في حائل، وغالبيتهم من جنسيات عربية بهدف أن يراعوا ظروفه الصحية والمادية والاجتماعية ويقوموا بتوظيفه، موضحاً أنه لم يشترط حداً أدنى للراتب. وناشد سالم المسؤولين في وزارة العمل بالعمل على مساعدته لتأمين وظيفة له لكي تسهم في انتشاله وأسرته من براثن العوز، وتساعده على الأقل في توفير كلفة علاجه.