أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أن المساعدة الأميركية غير القاتلة ل «الجيش السوري الحر» في شمال سورية قد تُستأنف «سريعاً جداً»، بعدما علقت في أعقاب سيطرة «الجبهة الإسلامية» على مخازن سلاح تابعة ل «الجيش الحر». وقتل في حلب، بشمال سورية، 46 شخصاً على الأقل بينهم 14 طفلاً، ببراميل متفجرة أطلقتها مروحيات قوات النظام، فيما أفادت أنباء بأن أولى الرحلات الجوية التي تحمل مساعدات من الأممالمتحدة للاجئين في شمال سورية انطلقت من أربيل شمال العراق. وقال كيري، في مقابلة مع شبكة «إيه بي سي» الأميركية إن المساعدة للمعارضة السورية المعتدلة يمكن أن تستأنف «سريعاً جداً». وأضاف: «لكنني أعتقد أنه من المطلوب توخي الحذر وضمان القيام بهذا العمل في شكل متأن... فلا أحد يريد التورط في الحرب السورية لأن هذا البلد كما تعلمون غارق في مواجهات دينية مع كل أنواع التدخلات». واعتبر أن المعارك بين أطراف المعارضة السورية أتاحت تنامي دور المجموعات المتطرفة، وأن بعض المناطق السورية باتت تقع بشكل كامل تحت سيطرة تنظيم «القاعدة» الذي «لم يكن لديه التأثير الذي يحظى به اليوم، وهذا التهديد يتزايد وسيتوجب علينا مواجهته». وكانت مصادر في «الجبهة الإسلامية لمحت أول من أمس إلى أنها قد تجري محادثات مع الأميركيين في شأن إمكانية دعمها بعد سيطرتها على مواقع للجيش السوري الحر. في مقابل ذلك، انتقد الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية السابق موقف واشنطنولندن من «الجيش الحر»، قائلاً إن النزاع والمجازر في سورية «سيستمران» بسبب نقص الدعم الغربي لهذا الجيش، بينما أقر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأن «المعارضة المعتدلة» تعاني من «صعوبات جدية»، مبدياً شكوكه وتشاؤمه حيال نجاح مؤتمر «جنيف 2» المقرر عقده في 22 كانون الثاني (يناير). إلى ذلك أقلعت الطائرة التي تحمل على متنها 40 طناً من المساعدات الدولية متوجهة إلى مطار القامشلي في شمال سورية، بعد تأجيل لأيام بسبب صعوبة المناخ. وكان من المقرر أن تبدأ الخميس المرحلة الأولى من عملية نقل هذه المساعدات التي حصلت على موافقة الحكومتين العراقية والسورية، والتي تشمل سبع رحلات، في الأيام المقبلة من أربيل إلى القامشلي والحسكة في شمال وشمال شرقي سورية. وأعلنت المفوضية العليا للاجئين أن هذه المساعدة، وهي الأولى من نوعها، كان يفترض أن يتم نقلها براً لكن استحالة القيام بذلك بسبب تغيير السيطرة على الطريق دفعها إلى اتخاذ قرار بإرسالها جواً على رغم تكلفتها العالية. وتهدف هذه المساعدة، التي تقدمها المفوضية العليا للاجئين وصندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الغذاء العالمي، إلى مساندة نحو 60 ألف لاجئ على مواجهة ظروف فصل الشتاء القارس، وهي تشمل الخيم وملابس دافئة ومال لشراء الوقود. وكانت المناطق التي تقطنها غالبية كردية في شمال شرقي سورية هادئة نسبياً إلى أن اندلعت فيها اشتباكات هذا العام بين الأكراد والمتمردين، ما دفع عشرات الآلاف من الأكراد السوريين للجوء إلى إقليم كردستان العراق. ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: «ارتفع إلى 22 بينهم 14 طفلاً، وشاب في ال 18 من عمره وسبعة رجال، عدد الشهداء الذين قضوا إثر القصف بالبراميل المتفجرة على مناطق في الحيدرية وأرض الحمرا والصاخور» الواقعة في شمال شرقي حلب. وأوضح المرصد أن العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى «في حال خطرة». كما أفاد مركز حلب الإعلامي عن استهداف الطيران المروحي عدداً من المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسورية. وأشار إلى أن الطائرات المروحية ألقت براميل متفجرة على أحياء عدة، ما تسبب بسقوط ضحايا ودمار كبير. وبقيت حلب مدة طويلة في منأى عن النزاع الدامي المستمر في البلاد منذ 33 شهراً. إلا أنها تشهد منذ الصيف الماضي معارك وأعمال عنف يومية، ويتقاسم نظام الرئيس بشار الأسد ومقاتلو المعارضة السيطرة على أحيائها. من جهة ثانية، يعقد حزب «الاتحاد الديموقراطي» الكردي السوري قريباً اجتماعاً في أربيل مع الحزب «الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني، لإنهاء الخلاف بين الطرفين والتحضير لمشاركة القوى الكردية السورية في مؤتمر «جنيف 2»، وذلك بوساطة من حزب «العمال الكردستاني»، بزعامة عبدالله اوجلان. وتصاعدت حدة الخلافات بين الجانبين إثر قرار حكومة إقليم كردستان منع زعيم «الاتحاد الديموقراطي» صالح مسلم من دخول الإقليم، و «إقصاء قوى عن إدارة المناطق الكردية السورية».