يتناول الكتاب الذي أصدرته الكاتبة السعودية سارة الغدير تفاصيل حياة المجتمع السعودي، خصوصاً في منطقة نجد التي تنحدر منها المؤلفة، التي ذكرت في تقديمها للكتاب: «هذه المنطقة تحديداً كانت على مدى قرون عديدة معزولة نسبياً، ولم تتأثر بثقافات الدول المجاورة، ولم يصلها الغرباء إلا حديثاً». ويناقش الكتاب في 12 فصلاً بعناوين متضمنة أمثالاً شعبية سعودية مصاحبة ل «رسومات اسكتش» تم رسم البعض منها من الكاتبة نفسها، وتستعرض هذه الفصول نبذة تاريخية وجغرافية عن المملكة والأسرة السعودية، ومكانة المرأة وتصاميم المنازل السعودية، والأعياد والمناسبات الدينية والأكل والعادات الغذائية والملابس والعطورات السعودية والتعليم والتوظيف والحب والزواج والسفر والرياضة والترفيه. وعلى رغم تزايد أعداد الكتب والإصدارات عن «فن الإتيكيت» خصوصاً في الدول الأوروبية، ما يعكس مدى اهتمام الناس هناك بهذا المجال الحيوي في التعامل الإنساني المتقدم، يظل لكل شعب من شعوب العالم قواعد الإتيكيت الخاصة به والنابعة من موروثاته الدينية أو الثقافية أو الاجتماعية، هكذا يذهب في التقديم لكتاب الغدير التي استشعرت الحاجة إلى ضرورة تعريف الأجانب بقواعد الإتيكيت السعودي، فبادرت إلى تأليف هذا الكتاب باللغة الإنكليزية التي تجيدها مع اللغة الفرنسية، لتُفاجأ هي نفسها بحجم الإقبال الكبير، وارتفاع مبيعاته في كُبرى المكتبات السعودية. ومن يطّلع على الكتاب الذي صدر في طبعة فاخرة عن دار الحكمة للطباعة والنشر في لندن، يكتشف أن الإتيكيت السعودي ليس محض محاولة للتمدُّن المصطنع، ولكنه تأكيد على أصالة ومكانة وقيمة الأعراف والتقاليد والقيم الإسلامية أولاً والبدوية ثانياً، بحسب تعريف المؤلفة لإصدارها. وأوضحت الغدير ل«الحياة» أن اختيارها موضوع الإتيكيت للكتابة عنه، جاء نتيجة لكثرة أسئلة الأجانب عن طبيعة حياة السعوديين، وأنماط السلوك العام لديهم التي قد تبدو غامضة بالنسبة إلى كثير من هؤلاء الأجانب، فضلاً عن ندرة ما كتب عن هذا الموضوع، إلى جانب التشوهات التي شابت بعض ما كُتب في هذا الموضوع الشديد الحساسية، كونه يتعلق بقيم وأخلاق وسلوكيات شعب بأكمله، وأوضحت تقول: «من هنا كانت رغبتي في نقل أسلوب حياتنا وطريقة تعاملنا وتفاعلنا مع الأحداث حولنا والظروف وفك شفرة الغموض، فنحن شعب يحب الحياة ونستمتع بكل تفاصيلها، وجميع تصرفاتنا مهما بدت غريبة بالنسبة إلى الأجانب، فهي جميعها مبررة ومنطقية، بل عادات صحية تناسب الفطرة البشرية، إذ إن الإتيكيت السعودي مأخوذ من الإتيكيت الإسلامي». وأعربت مؤلفة الكتاب عن أملها بأن تدرج مادة الإتيكيت السعودي ضمن مناهج التعليم المدرسي «حتى نعزز ونحافظ على عاداتنا الجميلة الإسلامية»، مشيرة إلى أن أكبر معلم للإتيكيت هو النبي محمد عليه الصلاة والسلام، الذي علمنا كيف نأكل ونشرب ونلبس وكيف نستأذن على البيوت قبل دخولها، بل وحتى عدد المرات التي يتم بها الطرق على الباب.