شهدت محافظة البصرة (490 كيلومتراً جنوب بغداد) نشاطاً ملحوظاً لحركة عصابات السطو والسرقة خلال شهر رمضان كان آخرها قيام عصابة يطلق عليها «الرداء الاسود» بسرقة 150 مليون دينار عراقي كانت في طريقها إلى إحدى المؤسسات ليتسلمها الموظفون، وكانت مواعيد السطو هي أوقات الإفطار حين تخلو الشوارع من المارة. وتحدث شهود ل«الحياة» عن عصابات دهمت منازل في مناطق الجمعيات والطويسة والقبلة وسط البصرة، وترتدي غالبية أفرادها «زياً أسود»، في حين نُفذت حادثة سطو «كان منفذوها يرتدون زي الشرطة المحلية». وكان مسلحون سلبوا رواتب مدرسي كلية الفنون الجميلة وموظفيها في البصرة بعدما اعترضوا طريق سيارة جامعة البصرة في منطقة المشراك. وكانت السيارة تقل ثلاث موظفات، إضافة الى السائق، أجبرهم أفراد العصابة بزيهم ولثامهم الاسود، على تسليم مبلغ 150 مليون دينار عراقي. وقال كاظم جواد (45 سنة) من منطقة الجمعيات إنه سمع صراخ زوجته في المطبخ وقت الافطار قبل أيام و«لم أكد أتنبه حتى وجدت أربعة رجال بزي أسود يحيطون وفي أيديهم أسلحة خفيفة». وأضاف أن «العصابة أخذت ما لدينا من مال ومصوغات ذهبية تحت تهديد السلاح، ولم أتمكن من إطلاق أي إشارة للجيران بعدما كمموا أفواهنا أنا وزوجتي وأطفالي الثلاثة». وأوضح أن «عملية السطو لم تستغرق أكثر من ربع ساعة وكنت أسمع أحدهم يقول لصديقه: فلننه عملنا قبل انتهاء وقت الإفطار». وتابع: «قدمت بلاغاً في شأن السطو الى الشرطة ولم يصلني إلى الآن أي رد في خصوص نتائج التحقيق». وفي وقت الإفطار أيضاً، اقتحمت عصابة أخرى منزل «أبو أحمد»، وهو جار لمنزل إسماعيل عبد الصاحب الذي قال ل«الحياة»: «فوجئنا عند معرفتنا أن جارنا أبو أحمد تعرض إلى عملية سطو من مسلحين كان أحدهم يرتدي زي الشرطة العراقية، فيما كان يرتدي الآخرون زياً أسود، إذ لم نسمع أي صوت من بيته باستثناء صراخ أهله الذي امتزج بصوت عجلات السيارة التي تستقلها العصابة». ولفت إلى أن حيه السكني (القبلة) يقع قرب الطرق الرئيسية في المحافظة ويشهد منذ بداية شهر رمضان عمليات سطو، ولم يكثف إلى الآن الجهد الأمني فيه على رغم البلاغات العديدة التي قدمها الأهالي». ومن قضاء «التنومة»، يروي غالب حسين ل«الحياة» القصة التي شاعت في القضاء أخيراً: «هناك محل للمصوغات الذهبية في القضاء كسرت عصابة الرداء الاسود بابه المغلق وقت الإفطار وجمعت كل ما فيه من مصوغات، إضافة إلى خزانة المال الموجودة فيه». وأضاف أن «هذه العملية لم تكن الوحيدة في القضاء منذ بدأ شهر رمضان، بل هناك عدد من العمليات التي تنفذها عصابات السطو مستغلة فراغ الشوارع في هذا الوقت من الناس ورجال الأمن الذين يكونون منشغلين بالإفطار أيضاً». وتابع أن «هذه العمليات تخيفنا جداً لأن نجاح أي منها يعني تشجيع العصابات الأخرى على معاودة نشاطها مجدداً. ومن جانب آخر، يعطينا انطباعاً يفيد بأن أجهزة الأمن تعجز أحياناً عن درء الخطر». من جهتها، أكدت مصادر في أجهزة الأمن ل«الحياة» تلقيها بلاغات حول عمليات سطو من عصابة صار من المألوف حتى لدى رجال الشرطة تسميتها «عصابة الرداء الاسود». وقال أحد ضباط شرطة البصرة: «ليس من السهل متابعة مثل هذه العصابات، خصوصاً أنها تختار توقيت عملياتها بعناية وتدرس المنزل الذي تريد السطو عليه». وأضاف أن «التحقيقات ما زالت جارية وسنعلن نتائجها حال اكتشاف خيوط بين هذه الجرائم لاثبات أن الحديث كان عن عصابة واحدة أو أكثر».