أكد المستشار التحكيمي لنادي الشباب، الحكم السابق ممدوح المرداسي أن هناك أخطاء مؤثرة ألحقت بالفريق الشبابي خسائر عدة، وهي التي حدثت في مباريات الفريق أمام النصر والعروبة والقادسية، مشدداً على أهمية معالجة «قضاة الملاعب» أخطاءهم المتكررة في منافسات دوري عبداللطيف جميل. وأوضح أول مستشار تحكيمي لنادٍ سعودي، أن عمله مستشاراً للشباب يعد فريداً من نوعه، مبيناً أنه يقدم جرعات علاجية للاعبين كي لا يقعوا في أخطاء خلال المباريات تلحق بهم قرارات من الحكام، كما أوضح في السياق ذاته أن مقياس نجاح عمله مع الشباب يعتمد على معدل حصول اللاعبين على البطاقات الملونة في كل مباراة، فمتى ما انخفض فإن مهمته حالفها النجاح. ونفى المرداسي أن يكون ثمة عزوف من لاعبي الشباب عن حضور محاضراته، مستدلاً بحضور الأجهزة الإدارية والفنية وتوثيق المحاضرات «صوتاً وصورةً»، جاء ذلك في حواره الآتي مع «الحياة»، فإلى نصه: بداية كيف تقيم تجربتك مستشاراً تحكيمياً في الشباب؟ - هذه التجربة التحكيمية «مستشار تحكيمي» تعد الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، وواجهت انتقادات وبعض الاستفسارات عن طبيعتها ومدى الفائدة منها، وهي تجربة مفيدة للحكم الذي يعتبر مثل اللاعب، إذا انتهى من الجري في الملعب واعتزل كرة القدم فإنه يتجه إلى التقييم أو الاستشارة أو التدريب أو أي جانب من الجوانب الأخرى، والحقيقة أنني أول من علق الجرس في هذه التجربة «الاستشارة التحكيمية» الأولى والفريدة من نوعها والتي كان صاحب فكرتها رئيس الشباب خالد البلطان، والتجربة مفيدة جداً والنتائج عديدة واستفاد منها لاعبو الشباب الذين أصبحوا الآن على اطلاع حول الجوانب التحكيمية داخل المباراة، وبالنسبة إلي أعتبر هذه التجربة نقلة في حياتي الرياضية من حكم إلى مستشار تحكيمي، وأنا الآن أعطي محاضرات تحكيمية عادت على اللاعبين بالفائدة الكبيرة. كيف ترى هذه التجربة الجديدة لعمل الحكام في الأندية المحلية؟ وهل ترى أنها مفيدة؟ - التجربة مفيدة للغاية، وعادت بالفائدة الكبيرة على اللاعبين، وقابلت أكثر من لاعب دولي شبابي وأيضاً مدرب الشباب فأثنوا على عمل المستشار التحكيمي، وقال لي مدرب درجة الشباب إن هذه التجربة ساعدت الفريق الشبابي لدرجة الشباب كثيراً داخل الملعب إذ إن الفريق حقق بطولة كأس الاتحاد من دون أن يطرد أي لاعب شبابي. هل وضعت برنامجاً خاصاً لتطوير مستوى اللاعبين في الجوانب التحكيمية بعد أن تعاقدت إدارة الشباب معك بصفتك مستشاراً تحكيمياً؟ - الحقيقة أنني الآن أعمل على إعداد الخطط والبرامج الخاصة بتطوير مستوى اللاعبين من ناحية الجوانب التحكيمية وذلك من خلال إقامة محاضرات بالنادي، كما أنني تتوافر لدي دراسات ناشئين شباب وفريق أول وأولمبي، ووضعت برمجة للمحضرات المستقبلية، وأقرب محاضرة ستقام بعد لقاء العروبة بالدوري، وسيتوقف فريق الشباب الأول عن لعب المباريات أسبوعاً تقريباً، سأقيم خلاله محاضرات من ضمنها الأخطاء التي حصلت في لقاء النصر والعروبة ولقاء القادسية في بطولة كأس ولي العهد، وهذه المحاضرات جاهزة الآن وقريباً سألقيها على اللاعبين. شاهدنا هجوماً لاذعاً على الحكام من بعض رؤساء الأندية كيف ترى ذلك؟ - الحكم بشر يصيب ويخطئ، وهذا الشيء معروف في جميع المستويات في العالم كله، لكن في بعض الأحيان نشاهد هجوماً من بعض رؤساء الأندية، وأنا لا ألومهم فهم يدفعون الأموال ويبذلون الجهود ويعطون الفريق وقتاً كبيراً، ونحن على ثقة بأن أخطاء الحكام غير مقصودة ولكن رؤساء الأندية مسؤولون أمام الجماهير ووسائل الإعلام، وهم واجهات الفرق، وبخطأ تحكيمي يتبخر كل ما عمله الرئيس قبل بداية الموسم الرياضي. عندما تعاقدت معك الإدارة الشبابية أكدت أن ذلك تم لتطوير اللاعبين في الجانب التحكيمي، ولكننا لم نشاهد أثرك فيهم في شكل واضح في الوقت الذي كنا نشاهدك في تحليل مباريات الشباب، ما الأسباب التي دعتك إلى عدم القيام بالدور المطلوب منك؟ - من المعروف أن المقياس الأساسي في أدائي بصفتي مستشاراً تحكيمياً هو عدد البطاقات والطرد الذي تعرض له لاعبو فريق الشباب الأول، وعندما نعود إلى إحصائية البطاقات الصفراء والحمراء للفريق الشبابي سنجد أنها الأقل، والبعض يختلف معي في هذا الجانب، وبالنسبة إلى الظهور الإعلامي فأنا لم أظهر إعلامياً إلا في المباريات التي تضرّر منها فريق الشباب تحكيمياً، إذ إنني ظهرت في لقاء الفتح والنصر، وأنا لا يمكنني تقييم نفسي بأنني قمت بعملي في الشباب على أكمل وجه، وأنا الآن أقدم كل ما في استطاعتي لخدمة الكيان الشبابي. البعض يتحدث عن أنك جئت إلى الشباب بحثاً عن الأموال، فهل هذا صحيح؟ - نحن الآن في عصر الاحتراف، وأنا لدي القدرة وإمكان العمل مستشاراً تحكيمياً، إذ إنني عملت في هذا الجانب 25 عاماً، ولا يوجد أي شخص ينكر أهمية الجانب المادي ولا يمكن لأي حكم أو لاعب أن يعمل في أي ناد مجاناً، والجانب المادي أمر طبيعي ومهم لي ولأي شخص، ولا يوجد فيه أي شك نهائياً، والحكام في حال طلب منهم قيادة مباراة من دون مقابل فلن يحكموا لأهمية الجانب المادي، وأنا في حال انتهى عملي في نادي الشباب وطلب مني أي نادٍ آخر العمل لديه فسأوافق لأنني محترف. ترددت أنباء عن عدم وجود أي تجاوب من لاعبي فريق الشباب لحضور المحاضرات التي كنت تلقيها، إذ كان العنوان الدائم لم يحضر أحد، ما صحة ذلك؟ - أبداً اللاعبون كانوا يحضرون المحاضرات التي تسجل جميعها من مصور النادي صوراً ومقاطع، وقريباً ستعرض في التلفزيون على الهواء مباشرة، والمحاضرات التي أقمتها حضرها اللاعبون كافة من دون استثناء، وكذلك إداري الفريق خالد المعجل والمدرب إيمليو فيريرا، وكنت حريصاً على حضور الجهاز الفني والإداري ليعرفوا جميعهم أبجديات التحكيم وكيف يتعاملون مع اللاعبين وليعرفوا القوانين، وأنا راضٍ تماماً عن التفاعل الذي وجدته من الجميع في نادي الشباب، وأقمت عدداً من المحاضرات الانفرادية بطلب من بعض اللاعبين الشبابيين، وأنا أنفي ما يتردد عن عدم حضور اللاعبين المحاضرات التي أقيمها بالنادي. لنتحدث عن لقاء الشباب والنصر الذي شهد أحداثاً عديدة، إذ إنك تحدثت من خلال تغريدة لك في «تويتر» عن صحة ضربة الجزاء التي حصل عليها اللاعب عبده عطيف، وذكرت أيضاً أن طرد كواك غير صحيح، في الوقت الذي خالفك عدد من خبراء التحكيم، لماذا خالفت الجميع؟ - في البداية لدي آرائي الخاصة، وخبراء التحكيم أحترمهم وأقدرهم، والكل له وجهة نظره، والذي يجمعنا في الأول والأخير هو القانون الذي أعتبره الفيصل بين الجميع، وأنا قد أختلف في بعض الألعاب التقديرية، ولكن الألعاب التي يوجد فيها نص لا تحتمل ولا تقبل الاجتهاد. ما تقييمك للمستوى التحكيمي في لقاء الشباب والنصر في الدوري؟ - إنذار كواك الأول والثاني غير صحيحين، وكان يجب عليه أن ينذر كواك شفهياً بسبب التدافع البسيط، وبعدها بدقيقتين حصل كواك على إنذار ثان لم يكن صحيحاً باتفاق عدد من الخبراء ولم يكن بها تهور. وركلة الجزاء كان فيها تحايل واضح، وهدف النصر الثاني كان تسللاً والكل أجمع عليه أيضاً، وشراحيلي كان يجب إنذاره ثانياً واستبعاده، وعمر هوساوي كان يجب أن يُنذر، وخالد الغامدي أيضاً كان يجب أن ينذر للتهور، وجميع هذه الأمور لو حدثت لغيرت مجريات كثيرة لأنها مؤثرة. لماذا لم نشاهدك تحاضر لاعبي الشباب وتقدم لهم رسالة توعوية إثر لقاء النصر بالدوري وخصوصاً بعد إصدار لجنة الانضباط عقوبات بحق الشباب بسبب حصول ستة لاعبين شبابيين على بطاقات صفراء ونيل كواك بطاقة حمراء؟ - لم أجتمع باللاعبين لألقي عليهم محاضرة بسبب عدم توافر الوقت المناسب لذلك نظراً إلى ضيق الوقت وكثرة مشاركات الفريق في هذه المرحلة، وأنا وضعت برنامجاً خاصاً مع مدير الكرة خالد المعجل لإقامة محاضرات توعوية للاعبين بعد لقاء العروبة. من المعروف أن لجنة الحكام سمحت لكل فريق في الدوري بجلب ثلاثة حكام أجانب فقط في ثلاث مباريات خاصة به في الموسم لكل فريق، هل هذا القرار مفيد في نظرك؟ - من المفترض على لجنة الحكم جلب حكام أجانب لقيادة مباريات الدربي والمباريات القوية أو التي بها تقارب في عدد النقاط من وجهة نظري، لوجود أخطاء كبيرة يقع فيها بعض الحكام المحليين تسببت في شحن عدد من الأندية، لأن بعض الأخطاء غيرت نتائج بعض المباريات، وقيادة الحكم الأجنبي المواجهات الكبيرة في المرحلة الحالية حفاظ على الحكم السعودي. فاح التذمر من أكثر من نادٍ حيال التحكيم، فهل أثرت القرارات الخاطئة في مسيرة الأندية؟ - بالطبع، ولعل نادي الشباب هو المتضرر الأكبر، وخصوصاً بعد مباراته مع النصر، فهو عانى قبلها أيضاً أمام الفيصلي والفتح، والأهلي، لذلك يبدو أن القرارات غير الصائبة حدت من حركة الشباب في الدوري. ما هي رؤاك للاجتماع الشهري للحكام؟ - له مميزاته وسلبياته، فهو جيد لكونه يناقش أخطاء الحكام كافة على مدى شهر، ويجعل الحكم يفكر بكل الهفوات التي وقع فيها خلال المباريات وهو إلى جانب زملائه، ولكن في بعض الأحيان يتذمر البعض من فتح الباب للإعلاميين أثناء الاجتماع، فهناك من يتحسس من معاتبته أمام الملأ، إذ يفضل أكثر الحكام أن تكون المناقشة سراً وليس جهراً. وهل أصابت اللجنة في اختيار الحكم المناسب للمباريات التي صاحبتها أحداث مثيرة؟ - بصراحة إن اللجنة تختار في المباريات السابقة أبرز الحكام، وجميعهم يحملون الشارة الدولية، إلا أن الأخطاء وجدت، ولكن لو لاحظنا جيداً لوجدنا أن اللجنة توقف الحكم المخطئ سراً من دون الإفصاح عن ذلك، فهم يقومون بإيقاف الحكم مباراتين أو ثلاثاً من دون الكشف عن ذلك، وهذا أمر جيد لأنه يقلل من الضغوط. هل ترى أن هناك مواهب تحكيمية سيكون لها شأن؟ - نعم، إذ لفت انتباهي الحكم خالد الطريس، فهو يمتلك نظرة ممتازة في الملعب ولديه القدرة على اتخاذ القرارات بكل حزم، إضافة إلى محمد القرني الذي يمتلك لياقة بدنية عالية، وكلاهما حكام من الدرجة الأولى.