أعلن مجلس محافظة الانبار خطة امنية لمواجهة تنامي تنظيم «القاعدة» تتضمن اللجوء الى العشائر لمساندة قوات الامن، وأخذ تعهدات منهم بعدم إيواء المطلوبين. وقال محافظ الانبار احمد الدليمي خلال مؤتمر صحافي امس إن «الوضع الامني مستقر في الانبار لكن هناك خشية من هجمات مسلحة (...) وسنعمل على ملاحقة المطلوبين وكشف أوكارهم»، وطالب العشائر بإعلان البراءة من المجرمين. وأضاف: «سنعمل خلال الايام المقبلة على اخذ تعهدات تحريرية من شيوخ العشائر للتبرؤ من المطلوبين والتعاون في تسليم اي مطلوب». ودعا الوجهاء الى «أخذ دورهم الواضح والمهم في المرحلة الحالية»، وزاد: «سنتصدى لأي مجرم بالقوة ولن نسمح بقتل وسفك دماء الابرياء»، وشدد على أن «الشرطة المحلية قادرة على حماية امن المواطن». وعن دعوات المحافظ لإنهاء الاعتصامات، قال: «لسنا تجار سياسة ولا يزايدنّ أحد علينا في موضوع المعتصمين والاعتصامات، من بعض المتشدقين الاغبياء وبعض وسائل الاعلام الفارغة». وقال رئيس اللجنة الامنية في مجلس المحافظة صهيب الراوي في اتصال مع «الحياة» امس ان «تنظيم القاعدة يسعى إلى اسقاط الانبار ولا بد من مواجهة هذا المخطط بشتى الوسائل». وأضاف ان «قوات الامن الموجودة في المحافظة جيدة تسيّر دوريات على مدار الساعة في صحراء الانبار ومناطق الجزيرة وعلى الحدود مع سورية»، لكنه اشار الى وجود بعض الخروقات. وقال ان «مجلس محافظة الانبار عقد اخيراً سلسلة اجتماعات منفصلة مع عشائر الانبار ومع القيادات الامنية لاعادة الثقة بين الطرفين»، وأوضح ان «اللقاءات توصلت الى نتائج جيدة». ولفت الى ان «العشائر طالبت بوقف الاعتقالات العشوائية والاجراءات التعسفية وتعهد القادة الامنيون ذلك بعد توجيهات صارمة وجهها إليهم القائد العام للقوات المسلحة». امنياً، قال ضابط رفيع المستوى في قوات الجيش المنتشرة في الانبار ل «الحياة» امس ان «تقارير استخباراتية تصل الينا وتفيد بوجود اوكار لتنظيم القاعدة على حدود المدن خصوصاً في شمال راوة وغرب حديثة وجنوب الفلوجة». وأضاف ان «هذه الاماكن عبارة عن منطقة صخرية وعرة تنتشر فيها الكهوف والوديان، لا تستطيع عربات الجيش الدخول اليها، ونسير دوريات راجلة من عناصر الامن بحثاً عن المسلحين وفي بعض الاحيان نعثر على ارهابيين». وأشار الى ان «شبكات تنظيم القاعدة في الانبار كثيرة تنتشر على مساحة شاسعة، وهذا ما يفسر قدرة التنظيم على تنفيذ عمليات نوعية».