دعا المشاركون في المؤتمر الدولي «الحوار وأثره في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم»، الذي ينظمه «مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات» في جامعة «الإمام» إلى أهمية الحوار، باعتباره الوسيلة المثلى للدعوة إلى الله بالتواصل والتفاهم ونشر الإسلام بالحكمة والموعظة وتسخير الحوار للدفاع عن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وطالب الدكتور محمد عبدالدايم الجندي إلى ضرورة التصدي للتيارات والمذاهب الوضعية المعاصرة، وبيان عوارها وكشف أساليبها، يأتي ذلك من خلال حوار عقدي يبدأ بالدعوة وبيان الحجة والبرهان على صدق عقيدة الإسلام، والعمل على تأسيس مؤسسات حوارية متخصصة في فن الحوار والإقناع. وأوضح المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن للنبي صلى الله عليه وسلم حقاً علينا، ومنها الإيمان به وتصديق رسالته، مثمناً دور قادة هذه البلاد المباركة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشيراً إلى أهمية أن يكون الحوار بالحق والحجة، لا بالشدة أو الغلظة. وأضاف: «أن مبدأ الحوار في الإسلام له دور في دفع الشبه عن جناب الرسول صلى الله عليه وسلم، ونشر الإسلام في أصقاع الأرض كافة، وإننا في زمن قد تخفى فيه على كثير من الناس سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وعظم رسالته، فالواجب على المسلمين أن يبينوا شريعة الإسلام وسيرة النبي الكريم». وأشار مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان أبا الخيل إلى أن المؤتمر يهدف إلى تأصيل مفهوم الحوار وبيان مقوماته، وإبراز جهود المملكة في الحوار الوطني والحوار بين أتباع الديانات والحضارات، وتعزيز لغة الحوار بين المسلمين وغيرهم، وبيان مقومات الحوار الناجح والإفادة من الأساليب الحوارية الفاعلة، والتعريف بالنبي وتصحيح الصور المغلوطة عنه، وإبراز شمائله والدفاع عنه بأساليب الحوار الحضاري البناء. من جانبه، أوضح الأمين العام للمؤتمر عميد مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات الدكتور عبدالمحسن السميح أن هذا المؤتمر حظي بمشاركة 250 شخصية عالمية من مختلف جنسيات ودول العالم، تتسم تلك الشخصيات بالوسطية والاعتدال وتتصف بالحوار الهادف البناء. وقال: «استقبلت اللجنة العلمية أكثر من 190 بحثاً وورقة عمل في مختلف محاور ومواضيع المؤتمر، حكمت تحكيماً علمياً مميزاً فقبل منها 120 بحثاً وورقة عمل قسمت في 14 جلسة علمية، إضافة إلى جلستي الافتتاح والختام»، وأشار إلى أن تلك البحوث وأوراق العمل طبعت في 10 مجلدات. وسيناقش المؤتمر خمسة محاور حقيقية، الحوار وأهميته في الإسلام، والثاني إبراز جهود المملكة في الحوار الوطني والحوار بين أتباع الديانات والحضارات، والمحور الثالث مقومات الحوار الناجح وأهم أساليبه وأدواته وميادينه، والرابع أثر الحوار في الدفاع عن النبي، والخامس جهود السلف وعلماء المسلمين في توظيف الحوار للدفاع عن النبي وشريعته. يذكر أن فعاليات المؤتمر تستمر على مدار عام كامل بالتنسيق مع العديد من الجامعات والمراكز الإسلامية في عدد من دول العالم، من خلال إقامة دورات تدريبية حوارية وورش عمل وندوات ومحاضرات لتوظيف الحوار في الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم من أجل تصحيح الصورة عن صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم.