لجأت مستشفيات أهلية في المنطقة الشرقية إلى استخدام التخدير الموضعي، بدلاً من الكلي، خلال إجراء العمليات القيصرية، لزيادة الطلب عليها من قبل النساء الحوامل. وقدر أطباء ارتفع الطلب على هذا النوع من التخدير إلى نحو 20 في المئة خلال العام الحالي، مقارنة بالعام الذي قبله. وقال الدكتور فهمي برهومة (مدير طبي لأحد المستشفيات الخاصة)، إلى «الحياة»: «حصلنا على موافقة المديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، لإجراء العمليات القيصرية بتخدير موضعي، بعد ارتفاع الطلب عليها»، لافتاً إلى «تحفظ شركات التأمين على العمليات القيصرية، لارتفاع كلفتها المالية، حتى أن بعض الشركات هددت بعدم تحمل كلفة العمليات القيصرية، واقتصار التأمين على الولادة الطبيعية، إلا في حال وجود تقرير طبي معتمد من إدارة المستشفى، بحاجة الحامل الماسة إلى عملية قيصرية، بسبب الكلفة العالية التي تتحملها شركات التأمين، نتيجة هذه العمليات». وأوضح برهومة، أن «القرار الذي أقرته بعض المستشفيات، قلل من الطلب على العمليات القيصرية التي أصبحت موضة العصر، فالتخدير الموضعي، خلال العملية ليس سهلاً، وقد يعرض المرأة إلى الانهيار أو خلافه، أو يتسبب في مشكلات نفسية بعد الولادة، إلا أنه موافق عليه طبياً، ولا يخالف القواعد والتشريعات الطبية»، مضيفاً أن «التخدير يكون في الحبل الشوكي، ويتم إبلاغ المرأة الحامل، بوجود مضاعفات قد تحدث بعد الولادة، في حال الحركة أثناء أخذ المخدر، وقد تصل المضاعفات إلى الشلل النصفي». ولفت إلى توجه بأن «يكون الطبيب أو الطبيبة المعالجة، صاحب القرار، وهو من يحدد ما إذا كانت المرأة بحاجة إلى عملية قيصرية بتخدير كامل أم لا، وإذا كانت رغبة من المرأة يكون التخدير موضعياً»، مضيفاً «بلغت زيادة الطلب على العمليات القيصرية خلال العام الماضي نحو 20 في المئة، مقارنة بالعام الذي قبله، والنسبة تعتبر عالية، وكلفت شركات التأمين، خصوصاً أن سعر العملية يراوح بين ألف ريال إلى 7 آلاف ريال». بدورها، حذرت اختصاصية النساء والولادة الدكتورة عفاف فلمبان، من خطورة التخدير الموضعي، لأنه «بحاجة إلى فريق متخصص، وليس طبيباً واحداً، فالتخدير في العمليات القيصرية، إذا كان موضعياً؛ يكون من الحبل الشوكي، أي بجانب العمود الفقر، وفي حال حدث خطأ طبي، ولو بنسبة 1 في المئة، ينجم عنه شلل نصفي للمرأة»، مضيفة أن «الحقن يتطلب كفاءة عالية ودقة، ولا بد من إبلاغ الأم الحامل بالأعراض الجانبية فيما بعد». وعزت فلمبان، توجه بعض المستشفيات، إلى أن يكون التخدير موضعياً، إلى «تقليل الطلب على العمليات القيصرية، وأن تكون في الحالات التي تحتاجها فعلاً، أي في حال وجود خطورة على حياة الأم أو الطفل، لأن العمليات القيصرية ذات كلفة عالية، والنساء يحاولن التخلص من آلام الولادة الطبيعية، وهذا التفكير خاطئ، وله أعراض جانبية مستقبلاً»، لافتة إلى أن بعض الأمهات «يلجأن إلى القيصرية بسبب كثرة الأخطاء الطبية أثناء الولادة الطبيعية، لأنه قد يتعرض الطفل إلى نقص أوكسجين، أو ما شابه ذلك، فتلجأ الأم إلى القيصرية، حفاظاً على حياة طفلها، والحيلولة دون إصابته بإعاقة».