قضت محكمة جنايات القاهرة بتبرئة أحمد قذاف الدم، «منسق العلاقات المصرية - الليبية» السابق، من تهم الشروع في قتل ضابط شرطة ومقاومة السلطات وحيازة أسلحة وذخائر من دون ترخيص. وكانت النيابة العامة أحالت قذاف الدم وهو ابن عم العقيد معمر القذافي، على محكمة جنايات القاهرة «محبوساً بصفة احتياطية» على ذمة القضية. وتعود وقائع القضية إلى آذار (مارس) الماضي، عندما قام رجال الشرطة الجنائية الدولية (إنتربول) وقوات الأمن المركزي، بتنفيذ قرار صادر بإلقاء القبض على قذاف الدم داخل منزله في القاهرة، في ضوء مذكرة صادرة من «الإنتربول» بناء على طلب السلطات الليبية استرداده لاتهامه بارتكاب جرائم فساد مالي في ليبيا. وبيّنت تحقيقات النيابة أن قذاف الدم قاوم رجال الضبط القضائي، إذ أطلق أعيرة نارية في مواجهة اثنين من ضباط الشرطة، ما أدى إلى إصابة أحدهما بطلق ناري، قبل أن تتمكن من القبض عليه. وضُبطت في حوزته كمية من الأسلحة والذخائر. على صعيد آخر، طالبت «منظمة العفو الدولية» (أمنستي) السلطات الليبية بالتحقيق في مقتل المجنّد في قوات الصاعقة (النخبة) في الجيش، بعد تعرضه للتعذيب من جانب وحدته العسكرية خلال استجواب استمر عشر ساعات حول سرقة آلية عسكرية. وفي بيان أصدرته أمس، تلقت «الحياة» نسخة منه، نقلت المنظمة عن أقارب المجنّد حسين رضوان رحيل (37 سنة)، أنه تعرض لضرب مبرح وصدمات كهربائية. وشددت «أمنستي» على ضرورة تخلي السلطات الليبية عن أساليب كانت متبعة في العهد السابق، وإثبات عدم تسامحها مع انتهاكات حقوق الإنسان. وحضت المنظمة على إجراء تحقيق مستقل ومحايد في مقتل رحيل، وإعلان نتائجه، إضافة إلى معاقبة المسؤولين عن قتله. وأشارت إلى أن السلطات الليبية الجديدة تغاضت عن انتهاكات متكررة وفشلت في معاقبة المسؤولين عنها، داعية إلى ضرورة التحقق من انتهاكات محتملة تمارسها قوات الجيش الليبي. وأبلغ أقارب المجنّد القتيل أن مسؤوليه في ثكنة الصاعقة في طرابلس، اعترفوا بأنهم أمروا باعتقاله مطلع الشهر الجاري، على خلفية فقدان الآلية العسكرية، لكنهم لم يسمحوا لأي من أفراد عائلته بلقائه. وعثر على جثته في الثاني من الشهر الجاري، ونقلت إلى «مركز طرابلس الطبي». ولفتت المنظمة في بيانها إلى أن رفيقين للمجند القتيل اعتقلا للأسباب ذاتها، ويخشى أنهما تعرضا للتعذيب على مدى أسبوع. وذكّرت «أمنستي» في بيانها بإشادة رئيس الحكومة الليبية علي زيدان بقوات الصاعقة، على أساس أنها تشكل «نواة الجيش الليبي الوليد».