ناقش وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل خلال زيارة قصيرة نفذها أمس الى إسلام آباد، التي قدِم اليها من كابول، مع المسؤولين الباكستانيين ملفي غارات الطائرات الأميركية بلا طيار والوضع في افغانستان. وطالب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف اول وزير دفاع أميركي يزور إسلام آباد منذ أكثر من 4 سنوات، بوقف غارات الطائرات بلا طيار التي «تقوّض جهودنا لمكافحة التطرف، إذ تدفع الجماعات المسلحة الى الانتقام من اجهزة الأمن والشرطة في باكستان بحجة تزويدها القوات الأميركية معلومات. وكان لافتاً حضور وزير المال الباكستاني اسحاق دار الذي طالب قبل أيام واشنطن بدفع تعويضات بقيمة بليون ومئتي مليون دولار عن استخدام أراضي باكستان لمرور امدادات الحلف الأطلسي (ناتو) في افغانستان، أو سحب معدّات الحلف من هذا البلد. وطرح هاغل مسألة اغلاق انصار عمران خان، زعيم «حركة الإنصاف» طرق امداد الناتو عبر باكستان، واستهداف جماعات مسلحة شاحنات وحرقها. وكان سفراء دول «الناتو» طالبوا عمران خان بإنهاء اعتصام انصاره في الشوارع، والسماح بعبور الامدادات، ورد الأخير باشتراط تعهد واشنطن وقف غارات طائراتها على مناطق القبائل الباكستانية. وقال مسؤول بارز في البنتاغون ان «هاغل يرغب في تعميق الشراكة الدفاعية، وتأكيد استمرار الدعم العسكري الأميركي لإسلام آباد»، لافتاً الى ان الوزير الأميركي يحاول ان يعالج مباشرة الانشقاق في العلاقة بين البلدين. ويسعى الأميركيون الى تأكيد اهمية دور باكستان في عملية انسحاب القوات الدولية من افغانستان العام المقبل، وكذلك اهمية دورها في التوصل إلى حل سلمي في افغانستان، عبر اشراكها في الجهود المبذولة لإقناع حركة «طالبان» بالتحاور مع حكومة الرئيس الأفغاني حميد كارزاي. وأفادت وسائل اعلام باكستانية بأن محادثات تجري خلف الكواليس بين «طالبان» الأفغانية وواشنطنوكابول وإسلام آباد، مشيرة الى ان زعيم الحركة الملا محمد عمر فوّض نائبه السابق الملا عبد الغني برادر الذي اطلقته الحكومة الباكستانية في ايلول (سبتمبر) الماضي، بالتحرك والسعي الى ايجاد حل تفاوضي سلمي للقضية الأفغانية.