نفذت كوادر طبية أمس، تمريناً للتعامل مع فرضية «انفجار معمل كيماوي» في منطقة حرض، التابعة للمنطقة الشرقية، نتج منها حالتي وفاة و32 إصابة وهمية. وذلك ضمن آلية تدريبية متبعة للوقوف على جاهزية المسعفين والطاقم الطبي العامل في مستشفى الملك عبد العزيز في الأحساء، وهي الفرضية التي تنفذ للمرة الثانية خلال الأشهر الماضية، للتأكد من تجاوز الملاحظات، المُسجلة في الفرضية الأولى. وبدأ سيناريو الفرضية بتلقي قسم الطوارئ اتصالاً عن وجود انفجار في معمل كيماوي. وقال قائد الطب العسكري الميداني في القطاع الشرقي العميد مدني علي البديوي: «إن إسعافات الطب العسكري نقلت حالتي وفاة، إضافة إلى 32 مصاباً إلى طوارئ المستشفى، منهم 13 شخصاً أصيبوا بحروق من الدرجة الأولى والثانية، و3 تعرضوا إلى إصابات نتيجة المواد الكيماوية، والبقية جروح متفرقة في أجزاء مختلفة من الجسم». ولفت البديوي، إلى أن الفرضية تتم «بطريقة واقعية، إذ قطعت الإسعاف أكثر من 17 كيلومتراً إلى موقع الحادثة. ووصلت قبل الموعد المتوقع. وتم التعامل مع المصابين بحرفية عالية»، عازياً ذلك إلى «التدريبات المكثفة التي نقوم بها، والتي أكسبت الطاقم الإسعافي والطبي والتمريضي حرفية عالية في التعامل مع مثل هذه الحوادث». وفرز المشاركون في الفرضية الحالات وصنفوها في موقع الحادثة. وشاركت في نقل المصابين 20 سيارة إسعاف، وبلغت نسبة نجاح الفرضية أكثر من 60 في المئة. وأقر البديوي، بوجود «نقاط ضعف، سيتم معالجتها مستقبلاً، ونحن نسعد بوجود الملاحظات، لنتفاداها في حال حدوث كارثة حقيقية». وأشار إلى تشكيل «لجنة مختصة لوضع السيناريو العام، مشكلة من مجموعة من ضباط الصف، عقدوا اجتماعات مكثفة، نتج عنها سيناريو احترافي، وأدخلنا في هذا التدريب تدافع أهالي المصابين، ومحاولاتهم للحصول على معلومة وكان مشهداً واقعياً جداً». بدوره، أوضح المدير الإقليمي التنفيذي للشؤون الصحية في وزارة الحرس الوطني في القطاع الشرقي الدكتور أحمد العرفج، أن هذه الفرضيات «تجعلنا دوماً، على أهبة الاستعداد لأي كارثة تقع، وتسمح لنا بقياس جاهزية المستشفى والعاملين فيه»، مضيفاً «ينتج عن مثل هذا التدريب الذي يعد شبه واقعياً، نتائج كبيرة نستفيد منها، حيث يجري بصورة واقعية من دون الشعور بأنه مجرد تدريب». وذكر العرفج، أن «جميع الأطباء والعاملين بمختلف إداراتهم وأقسامهم شاركوا من دون استثناء، وكل واحد يعرف أين موقعه وما هو الدور الذي يجب أن يؤديه، ولا يمكن التهاون فيه بل نتعامل معه، وكأنه حدث بالفعل»، مضيفاً «يتلقى المشاركون في التدريب نداءات بكود معين، إلى جانب إطلاق نداءات الكوارث ليتم عزل منطقة الطوارئ تماماً وتجهيزها لتلقي المصابين، إلى جانب وضع مراقبين ومقيمين قريبين من جميع النقاط ليسجلوا ملاحظاتهم». وقال: «تقوم اللجان بعقد اجتماع مباشر بعد انتهاء الفرضية، لتدارس السلبيات ليتم التوصية بمعالجتها، والإيجابيات أيضاً، ليتم التأكيد عليها، ويكون ذلك من خلال مشاهدة الأفلام المسجلة للتدريب، والاطلاع على تقرير لجنة المراقبة ومناقشة توصياتها، ليقوم كل قسم بالاجتماع بطاقمه وإطلاعه على الملاحظات، ليتم معالجتها».