أبدى طارق متري رئيس بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا سابقاً مخاوفه من أن الصراع الإقليمي في هذا البلد لم يأخذ مداه بعد، مشيراً إلى تدخل مصري محتمل في الدولة المجاورة التي تشهد صراعاً دموياً مفتوحاً. وقال متري في ندوة حول ليبيا عقدها في الجامعة الأميركية في بيروت مساء الأربعاء، أن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة كان أسرّ له بمخاوف بلاده من تدخل عسكري مصري في ليبيا، مشيراً إلى أنه نقل هذه المخاوف إلى القاهرة حيث أكد له المسؤولون أن ما يحول دون تدخل كهذا، هو وجود مليوني عامل مصري على الأراضي الليبية يُخشى أن يتعرضوا إلى انتقام. وجزم المبعوث الدولي السابق خلال الندوة التي حضرتها «الحياة» بعدم وجود رغبة لدى العواصم الغربية الكبرى بالتدخل عسكرياً في ليبيا، على رغم تأكيده أن البرلمان المنعقد في طبرق طلب رسمياً مثل هذا التدخل في رسالة الى مجلس الأمن. وأشار متري في الوقت ذاته، إلى صعوبة تصنيف الصراع في ليبيا على أساس أنه بين إسلاميين وليبيراليين أو بين قبائل ومناطق. وأوضح أن كل طرف من أطراف الصراع يتشكّل من موزاييك من مختلف التوجهات، سواء الليبرالية والإسلامية، وهذا ينطبق على تحالف «فجر ليبيا» الذي يسيطر على غرب البلاد، وأيضاً على تحالف مضاد يقوده اللواء المتقاعد خليفة حفتر في الشرق و»يضم إلى ذلك، فيديراليين وانفصاليين وبعض من أنصار النظام السابق». ولفت في هذا السياق إلى أن البريطانيين والأميركيين لا ينظرون بعين الرضا إلى حفتر. وشدد على أن الصراع في ليبيا ليس بين القبائل التي فقدت إلى حد بعيد سيطرتها على أبنائها الذين اجتذبتهم التشكيلات المسلحة بعد الثورة، حتى ناهز عدد المنضوين فيها ال250 ألف فرد تلقوا تمويلاً من الحكومات الانتقالية المتعاقبة. وأكد رئيس بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا سابقاً أن العواصم المعنية بالصراع واصلت تزويد أنصارها أسلحة خصوصاً الذخيرة التي بدأت تتناقص نتيجة استخدامها في المعارك. ورأى متري أن ثمة «مبالغة» في تقدير حجم «الإخوان المسلمين» في ليبيا، مشيراً إلى أن تحالفهم مع مصراتة في إطار عملية «فجر ليبيا»، لا يعني سيطرتهم على هذه المدينة التي تسعى إلى حصتها في إطار الصراع على السلطة، نظراً إلى الثمن الباهظ الذي دفعته خلال الثورة على حكم العقيد معمر القذافي عام 2011. وخلص إلى أن حل الصراع يكون عبر اتفاق على تقاسم السلطة، بين أطراف «الشرعيتين» الانتخابية والثورية، مشيراً إلى أنه كان اتفق مع الجزائريين قبل انتهاء فترته في المنصب، على أن يسعى كل من بعثة الأممالمتحدة والجزائر إلى جمع الليبيين إلى حوار، ومن يسبق في النجاح يحظى بتأييد الآخر، وهو اتفاق مستمر مع خلفه برناردينو ليون.