أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس عدم حاجة بغداد إلى قوات أجنبية في مواجهة «داعش»، وأعرب عن أمله، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو، في حل سياسي للأزمة السورية، وأكد «تطوير العلاقات مع أنقرة والعمل معاً لدحر الإرهاب». من جهته، رفض داود أوغلو اتهام بلاده بدعم الإرهاب. وقال إن «الفراغ الأمني في سورية خلق داعش»، وأكد انه مع «الاستقرار هناك ليتمكن الشعب من عكس قراره في الانتخابات». وجدد العبادي موقفه من دعوات اللجوء الى قوات أجبية لمواجهة «داعش»، مشيراً إلى أن «العراق لا يحتاج الى قوات أجنبية. فلدينا قوات مسلحة وحشد شعبي ولكن ما نحتاج إليه هو التدريب والتسليح لا سيما بعدما فقدنا أسلحة وآليات خلال الأزمة الأخيرة». وقال إن «داود أوغلو أكد لي الحرص على عدم تدفق المسلحين الى العراق». واعتبر أن «داعش يمثل أكبر إساءة إلى الإسلام كونه يأخذ ثقافتنا ويحرفها»، ولفت إلى أن «أكثر ضحايا داعش هم مسلمون». وزاد: «تمت مناقشة ملفات الاقتصاد والتجارة والنفط المصدر عبر تركيا. ووعدنا رئيس الوزراء بحل ملف النفط وفقاً للقوانين الدولية، وان يكون التعامل مع الحكومة الاتحادية. وطلبنا من تركيا أن تكون العلاقة واضحة وشفافة في صادرات النفط ووارداته، لأن هذه الأموال عراقية وستكون هناك محادثات بين الطرفين». وعن موقف العراق من الأزمة السورية، شدد العبادي على ضرورة «إيجاد حل لمأساة السوريين. فيجب أن نكون واقعيين في التعامل مع القضية. هناك وجهات نظر متعددة حول الموضوع وإذا تعاملنا مع الأمور بشكل منطقي نستطيع إيجاد حل سياسي»، وأعرب عن أمله في «نظام (في سورية) يمثل كل المجتمع هناك». وكان أوغلو وصل بغداد قبل ظهر أمس تلبية لدعوة العبادي، في زيارة رسمية تستمر حتى اليوم، على رأس وفد ضم وزير الداخلية أفكان آلا، ووزير الثقافة والسياحة عمر جليك، ووزير الجمارك والتجارة نور الدين جانكلي، ونائب رئيس «حزب العدالة والتنمية» ياسين أقطاي. وسيلتقي أيضاً رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ورئيس البرلمان سليم الجبوري، وبعدها سيتوجه إلى إقليم كردستان. وقال إن زيارته «تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين»، مؤكداً أن «داعش يهدد العراقوتركيا معاً وسنتعاون من أجل دحر الإرهاب. قدر العراقوتركيا واحد ووحدة الأراضي العراقية مصلحتنا». وعن الاتهامات التي تتعرض لها بلاده من دول في المنطقة بدعم الإرهاب، قال إن «داعش وزعيمها ابو بكر البغدادي جاء الى العراق من سورية. ولا يوجد تركي واحد يقاتل أو قاتل مع داعش وحدودنا مفتوحة لاستقبال الفارين من العنف الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه. أي جهة تهدد العراق نعتبرها إرهابية تهدد تركيا». ورداً على ما يشاع عن تسهيلات لمرور المسلحين من دول أخرى قال: «هذه افتراءات. تركيا لم تسمح بمرور الإرهابيين وقلنا لبقية الدول إن كان هناك مواطنون من بلدانكم يسافرون عبر تركيا للالتحاق بالإرهابيين زودونا بأسمائهم. تركيا تستقبل كل عام 35 مليون سائح. لا يوجد إثبات لدى أي جهة لمرور إرهابيين عبر تركيا». واتهم «جهات تستخدم الإعلام لإيقاع الفتنة بين تركيا والآخرين». وأشار إلى أهمية التعاون بين الجارين، وأوضح: «قبل 5 سنوات عقدنا اجتماعاً لمجلسي الوزراء في البلدين تحت عنوان مجلس التعاون الاستراتيجي، في خطوة فريدة تشهدها المنطقة. وندعو السيد العبادي والإخوة الوزراء لزيارة تركيا لنعود ونفعّل مجلس التعاون الاستراتيجي». وفي معرض تناوله الوضع في سورية، شدد على ضرورة أن «يكون هناك حل شامل. عندما يخرج داعش يستمر ظلم النظام وستنشأ منظمات إرهابية أخرى. نتمنى التوصل إلى حل ليعم السلام الشامل وفي حال حلت الأزمة في هذا البلد سيكون هناك استقرار للشعب السوري ليعكس قراره في الانتخابات. نحن معه (الشعب السوري) ضد الإرهاب».