أيدت برلين ضربات التحالف الدولي - العربي على مواقع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية، في وقت أكدت الحكومة التركية أنها مستعدة لاتخاذ كل الإجراءات بما في ذلك العسكرية ضد «داعش». ودعا أمير قطر تميم بن حمد إلى «معاقبة» نظام الرئيس بشار الأسد المسؤول عن ظاهرة الإرهاب وإلى ضرورة حل المسألة السورية «ككل». وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في خطاب ألقاه أمام المسؤولين في «حزب العدالة والتنمية» الحاكم منذ 2002 «إذا كان هناك عملية أو حل عسكري يمكنه أن يعيد السلام والاستقرار إلى المنطقة فإننا ندعمه». وأضاف: «سنتخذ كل التدابير اللازمة لحماية الأمن القومي» من دون أن يعطي المزيد من الإيضاحات. وكانت تركيا رفضت حتى الآن الانضمام إلى التحالف العسكري الذي شكلته الولاياتالمتحدة لمحاربة «داعش» الذي بدأ هذا الأسبوع بقصف أهداف للتنظيم داخل الأراضي السورية. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب عن ارتياحه لأولى الغارات الجوية. وأكد أن بلاده مستعدة «لكافة أشكال الدعم بما فيها الدعم العسكري أو السياسي» لتحقيق هذه الغاية. ولم يتخذ أي قرار ملموس حتى الآن خصوصاً حول استخدام قوات الائتلاف لقاعدة أنجرليك التركية الجوية (جنوب) بانتظار تصويت البرلمان على هذه المسألة المقرر في الثاني من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ووصل وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف امس الى انقرة لإجراء محادثات مع نظيره التركي أفكان علاء تهدف الى «تحسين التواصل» بين اجهزة الاستخبارات في البلدين في مجال محاربة الشبكات الاسلامية المتطرفة. وتاتي الزيارة بعد ايام من سوء تفاهم ديبلوماسي امني اثناء طرد ثلاثة اسلاميين متطرفين فرنسيين من تركيا وهو الحادث الذي سلط الضوء على الصعوبات في التعاون بين البلدين في هذا الملف. وقال كانوزف فور وصوله الى انقرة ان «التطورات في الساعات ال 48 المنصرمة ناجمة من خلل في الاتصالات بين اجهزتنا»، مضيفاً: «يجب اتخاذ خطوات من اجل تحسين هذه الاتصالات. وسنحدد كيف يمكننا تحسين التعاون (...) سأقدم اقتراحات لنظيري التركي». في برلين، قال الناطق باسم المستشارة الألمانية شتيفن زايبرت: «الهجمات في شمال سورية لا تخص سورية أو الحكومة السورية بل هي لمساعدة الحكومة العراقية لتدافع عن العراق ضد هجمات يشنها (تنظيم) الدولة الإسلامية من سورية». وقال في مؤتمر صحافي: «هذا هو القصد من هذه العملية العسكرية. أخطرت الحكومة السورية مسبقاً ولم تحتج». في نيويورك، قال أمير قطر في مقابلة مع محطة «سي أن أن» الأميركية: «يجب مكافحة الإرهاب لكنني أعتبر أن السبب في كل ما يحصل هو النظام في سورية، وأنه يجب معاقبة هذا النظام». ودعا إلى «حل المسألة (السورية) ككل»، قائلاً: «إذا كان البعض يرى أن بالإمكان التخلص من الحركات الإرهابية وترك هذا النظام يستمر في القيام بما يقوم به حالياً، أعتقد بأن الحركات الإرهابية ستعود مجدداً»، مؤكداً «أن العملية العسكرية ضد هذه التنظيمات الإرهابية ستستمر لفترة من الزمن». وقال: «الإرهاب غير مقبول لا في ثقافتنا ولا في ديننا». وسئل إذا كانت ستشارك قطر في العملية العسكرية التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بقصف أهداف تابعة للنظام السوري، فأجاب: «لا يمكن لقطر أن تقوم بذلك وحدها بالطبع لكن إذا كان هناك تحالف لمساعدة وحماية الشعب السوري فسيتم الانضمام إليه».