اعتبرت الولاياتالمتحدة أمس، أن المنطقة «قابلة للاشتعال»، لكنها أكدت التزامها «حضوراً حازماً» فيها لمساعدة حلفائها. كما جددت تعهدها أمن إسرائيل «مثل إسمنت مسلّح»، مشددة على أن اتفاق جنيف بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي «أوقف برنامجها» الذري. وحضّ وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل حلفاء واشنطن في الخليج على ألا يسيئوا فهم استراتيجيتها في «التحوّل» الاستراتيجي العسكري إلى آسيا، بوصفه «تراجعاً عن أي جزء من العالم». وقال لبحارة أميركيين على متن السفينة «يو أس أس بونس» في البحرين إن اتفاق جنيف يشكّل «فرصة حكيمة جداً لمعرفة هل أن الإيرانيين جدّيون في شأن الإيفاء كلياً بالتزاماتهم» للامتناع عن تطوير قدرات تسلّح نووي، وإبرام اتفاق شامل بعد ستة أشهر. وأضاف في إشارة إلى اتفاق جنيف: «لن نغيّر أياً من مواقفنا العسكرية في هذه المنطقة أو أي منطقة في العالم خلال الأشهر الستة. سنبقي المناورات ذاتها والشراكة ذاتها ونولي مصالحنا الاستراتيجية الاهتمام الذي كنا نوليه قبل هذه الفترة». هاغل الذي سيشارك في «حوار المنامة» السنوي حول الأمن الإقليمي، تابع: «تاريخنا في هذا المجال طويل ومصدر فخر. التزامنا مع شركائنا يتحدث عن نفسه وسأؤكد لهم أننا لن نذهب إلى أي مكان». وشدد على أن «هذه المنطقة خطرة وقابلة للاشتعال وليست مستقرة»، مستدركاً أن «حضوراً أميركياً حازماً فيها يمكن أن يساعد حلفاءنا ويطمئنهم، وهو أمر أساسي للعمل في هذا الوضع من عدم الاستقرار البالغ الخطورة». وكان مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية تحدث عن «فرصة مثالية لهاغل أن يجري حواراً متيناً مع شركائنا في الخليج، ليقول بوضوح إن الولاياتالمتحدة لا تتردد في التزاماتها التي لم تكن يوماً أقوى مما هي عليه». وأشار مسؤول أميركي بارز إلى مرحلة «متوترة إلى حد ما»، مقراً بوجود «كثير من الأسئلة حول السياسة الأميركية ومسار الأمور، خصوصاً بعد اتفاق جنيف». وذكر مسؤولون أميركيون أن هاغل ناقش الملف النووي الإيراني، في اتصال هاتفي مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان، نائب قائد القوات المسلحة في دولة الإمارات. وشدد على «التزام الولاياتالمتحدة منع إيران من امتلاك سلاح نووي». في غضون ذلك، التقى وزير الخارجية الأميركي جون كيري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ثلاث مرات خلال يومين، وأبلغه أن «التزام الولاياتالمتحدة أمن إسرائيل، ثابت مثل إسمنت مسلّح». وزاد: «أنا مقتنع بما لا يدع مجالاً لأي شك بأن إسرائيل هي أكثر أمناً الآن. أوقفنا البرنامج (النووي الإيراني) حيث هو». في السياق ذاته، نقلت وكالة «انترفاكس» للأنباء عن مسؤول في الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف سيزور طهران الثلثاء والأربعاء المقبلين، ليناقش برنامجها الذري «في إطار اتفاق جنيف». واتهم رجل الدين الإيراني المتشدد أحمد خاتمي الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه «ليس مهذباً وأكثر رؤساء دول العالم وقاحة». وقال خلال خطبة صلاة الجمعة: «على رغم أن اتفاق جنيف ينصّ على حق إيران في تخصيب اليورانيوم، ادعى وزير الخارجية الأميركي أن بلاده لم تعترف بهذا الحق، فيما أعلن الرئيس الأميركي قبل أن يعود الوفد الإيراني المفاوض إلى بلاده (من جنيف)، أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة». وتابع أن أوباما «يكذب عندما يقول إنه واجه القنبلة النووية الإيرانية»، متسائلاً: «ما هذا الأدب؟ كل هذه الأكاذيب اسمها أدب». في غضون ذلك، أعلن رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني لدى عودته من سلطنة عُمان، أن مسقط «ترغب في توظيف استثماراتها في إيران، وثمة رغبة لدى رجال الأعمال الإيرانيين في توظيف استثماراتهم في السلطنة».