طهران، واشنطن، سنغافورة، تل أبيب – أ ب، رويترز، أ ف ب – اتهم وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الولاياتالمتحدة وبريطانيا، بتشجيع الإرهاب في المنطقة. وتساءل متقي، في إشارة الى زعيم جماعة «جند الله» عبد الملك ريغي الذي اعتقلته طهران أخيراً: «إذا كان الهدف من التواجد العسكري (الأميركي) في أفغانستان، هو مكافحة الإرهاب، فما يعني حضور زعيم الإرهابيين عبد الملك ريغي في قاعدة عسكرية أميركية في أفغانستان؟ وماذا كان الهدف من المحادثات التي أجراها ريغي مع المسؤولين الأميركيين في قاعدة ماناس (في قرغيزستان)؟». وقال خلال «المؤتمر الدولي السابع عشر لآسيا الوسطى والقوقاز» في طهران: «اتهم الولاياتالمتحدة وبريطانيا وقواتهما في أفغانستان وباكستان، بتشجيع الإرهاب في المنطقة». واعتبر ان «القواعد الأجنبية في المنطقة لا تستهدف توفير الاستقرار والأمن، بل أُقيمت لغرض توسعي وبغية التدخل في شؤون دول المنطقة». وحض دول المنطقة على «مراعاة الدقة في اتفاقاتها مع القوات الأجنبية، بحيث لا تهدد أمن الدول المجاورة». ودعا متقي الى إنشاء «اتحاد آسيوي»، على غرار الاتحادات التي نشأت في أوروبا وأميركا اللاتينية وأفريقيا. في غضون ذلك، اعتبر قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال ديفيد بترايوس، أن النظام الإيراني يتحول إلى «سلطة بلطجية»، في اشارة الى قمع احتجاجات المعارضة بعد الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي. وقال بترايوس لشبكة «سي ان ان» الأميركية: «اعتقد أنكم سمعتم خبراء يقولون ان ايران انتقلت من كونها سلطة دينية، الى سلطة بلطجية». واضاف ان ذلك حصل «مجدداً بسبب بروز هذه الحركة الإصلاحية للمواطنين الذين عبروا عن غضبهم من مصادرة الانتخابات في الصيف الماضي». وزاد انه من غير الواضح اذا كانت ايران قررت في صورة نهائية إنتاج سلاح نووي، معتبراً ان ممارسات طهران تسهّل على واشنطن مساعيها لفرض عقوبات جديدة عليها. وقال ان «الرئيس (الإيراني محمود) احمدي نجاد غالباً ما يكون افضل من يحشد قوانا». في السياق ذاته، اعتبر جوزف بايدن نائب الرئيس الأميركي الذي وصل الى اسرائيل امس، إن «ايران المسلحة نووياً ستشكل تهديداً ليس على اسرائيل وحدها، بل على الولاياتالمتحدة»، محذراً طهران من أنها «ستواجه نتائج وخيمة وعزلة متزايدة، اذا لم تنفذ التزاماتها الدولية». وسئل بايدن عن احتمال مهاجمة اسرائيل منشآت نووية ايرانية، فأجاب في حديث لصحيفة «يديعوت أحرونوت»: «على رغم انني لا استطيع الاجابة على اسئلة افتراضية في شأن ايران، يمكنني ان اعد شعب اسرائيل بأننا سنتصدى بوصفنا حلفاء، لأي تهديد أمني ستواجهه». وذكّر بايدن الذي بات ابرز مسؤول أميركي يزور إسرائيل منذ تولي باراك اوباما الرئاسة في كانون الثاني (يناير) 2009، بأن إدارة أوباما «تقدم لاسرائيل مساعدات عسكرية سنوية قدرها ثلاثة بلايين دولار». واوردت صحيفة «هآرتس» أن «لبايدن مهمة مركزية واحدة، هي تهدئة القيادة الإسرائيلية والتأكد من أنها لا تخطط لعرقلة جهود الإدارة الأميركية لبلورة جبهة دولية لفرض عقوبات على إيران، من خلال توجيه ضربة استباقية على المنشآت النووية لطهران». الى ذلك، اوردت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية ان شركات تجارة الوقود «فيتول» و «غلينكور» و «ترافيغورا» أوقفت تصدير البنزين الى إيران، لتنضما إلى لائحة متزايدة من الشركات التي أوقفت المبيعات، تحت تهديد التعرض لعقوبات أميركية. وقال تاجر وقود في الشرق الأوسط ان «عدد الموردين يتناقص، وتتعرض إيران الى ضغوط». واكدت «فيتول» أنها قررت عدم المشاركة في مناقصات جديدة لبيع إيران وقوداً، في مطلع هذا العام، مشيرة الى أنها تستكمل عقود الامداد الفورية التي أبرمت قبل مطلع العام. وبذلك تنضم «ترافيغورا» و «فيتول» و «غلينكور» و «ريلاينس»، الى شركات أخرى أوقفت مبيعات الوقود لإيران. لكن الصحيفة اشارت الى ان طهران تبدل هذه الشركات بأخرى صينية.