أستمطرُ الشِّعرَ كي يهمي على ورقي لكنّهُ يشتكي من حُرقةِ الأرَق ِ أستعطفُ الحرفَ أستجدي ابتسامتهُ فيولدُ الهَمُّ مُسوَدّاً على طُرُقي! أصيحُ والآهُ تكويني مواجعُها وحبلُ ضنكيَ معقُودٌ على عُنُقي وصرختي لم تُلامسْ سمعَ مُعتَصِمٍ ماتت نداءاتُها في لُجّة الغَسَقِ «أنا دمشقُ» - حقول الشعر - هل خَرِسَت عن التَّرَنُّمِ في إصباحة العَبَقِ؟ أين المياه التي تنداحُ في «بَرَدى» وتسكبُ البوحَ في تلويحة الأفُقِ؟ أين البلابل في آذار تُمطرني بصوتها كي أواري سوءةَ القَلَقِ؟ «وأين ما يستميلُ العينَ من زهرٍ» قد كنت أسقيه من مائي ومن نَسَقي؟ وأين قارئة الفنجان هل لحقَت ركب «النّزاريِّ» أم ذابت على الورقِ؟ وأين همسي الذي قد كنت أنسجهُ على السّماء فيُغري موكبَ الشّفَقِ؟ وأين مَن عتّقوا في الروح بهجتَهم وفي بياض سطوري وزّعوا ألقي؟ وأين مَن أطعموني شهد ضحكتهم دهراً وكانوا دواء الهمّ والحُرَقِ؟ يا مجلسَ الذُّلِّ أحلامي مُحَطّمَةٌ والشّجبُ ليس يُعيدُ الضوء في حَدَقي! مالي سوى الله إن هُم بعثروا أمَلي والله حسبي إذا ما أطفأوا رمَقي