خيال باهت إلا من ذكرياتي " نغم أحمد " أجلس وحدي إلا من ذكريات باهتة , أنظر من خلال شباكي أرى المطر يتساقط بشدة كأنني لم أعهده من قبل . وهناك على الرصيف المقابل أرى شبه إنسان في خيال باهت كذكرياتي , إنسان يفترش الرصيف ويلتحف السماء , ويبعثر في فضلات العظماء , عله يجد بينها ما يسد رمق جوعه يزفر بأنات حزينة كأنها نغمات يتيمة من ناي تليد .. يا أيها الشاكي من الوحدة مثلي ليتني أستطيع مساعدتك .. عدت إلى سريري واستلقيت على فراشي وبقيت لا مستيقظة ولا نائمة أسحب غطائي إلى صدري كأنني التمس الدفء فيه , وكنت أشعر بإعياء ذهني شل إرادتي حتى من التفكير في نفسي .. كنت حائرة لا أعلم ماذا أفعل ؟ تذكرت ذلك الشبح , ونظرت إلى النافذة , فلم أجده , خجلت من نفسي هل يكون هذا المعدم أقوى مني ؟ لم يبق في مكانه مثلي ذهب ليبحث عن رزقه . دفنت رأسي في وسادتي وبكيت حسرة وحرقة , وبكيت , لأنني بقيت أستمتع بالدفء وهو يرتجف من البرد , لحظتها كنت مستعدة أن أعمل أي شئ لذلك المسكين , واتحدي خوفي . أحاول الهروب من واقعي , ولكن أين مني ذلك الشبح , وأين مني الخيال الباهت من ذكرياتي , وأين عملي , وأين قوتي التي بجبروتها لا أحتاج نصفي الآخر , ليهمس في أذني , ليقول لي لا تخافي , وبكبرياء ينازع عنادي اعترف لك يا سيدي أن المرأة رغم الحرية والاستقلال والعلم تحتاج حمايتك و اليوم اعترف لك بعد مكابرة شديدة وتجربة مررت بها أنه تأكد لي حاجتي لحمايتك وأكتبها لك بكل ما لدي من شجاعة وبعد أن صقلتني التجربة أحبك أحتاج إليك , ولا شئ يُغنيني عنك ..