أكدت قمة أبو ظبي للإعلام على مكافحة القرصنة في العصر الرقمي في ضوء تزايدها. وقال رئيس هيئة الإعلام المرئي والمسموع في السعودية الدكتور رياض نجم: «إننا في منطقة الشرق الأوسط نقف في منتصف الطريق بالنسبة إلى موضوع القرصنة، فإذا قارنا نسبتها في السعودية مثلاً، والتي تبلغ بين 30 و40 في المئة مع بلد مثل الصين لوجدنا فارقاً شاسعاً، ففي هذه الدولة الآسيوية وصل محتوى وسائل الإعلام المقرصن إلى ما نسبته 90 في المئة». وأوضح نجم أن ثلثي المحتوى المقرصن موجود في أميركا الشمالية وأوروبا. وقال إن القراصنة باتوا يعتمدون أساليب تكنولوجية متطورة وهناك خبراء يصنّعون أجهزة القرصنة. وأوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة «أم بي سي» سام بارنيت أن القرصنة تؤثر كثيراً على المجموعة وتكبدها خسائر فادحة. وقال: «لمسنا في السنوات الماضية تراجعاً في شعبية قناة الأفلام لدينا، وحين بحثنا عن الأسباب وجدنا أن القرصنة هي السبب». وأكد بارنيت أن القرصنة في الشرق الأوسط ليس لها مثيل في العالم، فالقراصنة يسرقون مواد إعلامية ويبثونها على قنوات تلفزيونية، مشيراً إلى أن أكثر من 96 قناة تقوم بذلك. وقدم مدير الشرق الأوسط وجنوب آسيا في شركة «كانتار ميديا» منصور خان عرضاً تفاعلياً حول مستقبل جمهور التلفزيون، تناول خلاله الحديث عن أهمية التلفزيون كوسيلة إعلامية على رغم كل المتغيرات والتطورات في صناعة الإعلام والتي اعتبرها مكملة للتلفزيون وليست منافسة له. وقال إن التلفزيون لا يزال الوسيلة الإعلامية الأكثر جذباً للجماهير وهو يسيّر الوسائل الإعلامية الأخرى في شكل كبير، سواء كانت المشاهدة على شاشات كبيرة أم على شاشات الأجهزة الخليوية. وتحدث أيضاً عن نشوء أسواق جديدة في التلفزيون مثل سوق المشاهدة عند الطلب، وقال إن هذه الأسواق تشكل تحديات وفرصاً في الوقت ذاته. وفي جلسة أدارها مدير مركز المستقبل الرقمي USC Annenberg جيفري كو، بعنوان التلفزيون - الدور الاجتماعي آخذ بالتراجع، ناقش المتحدثون مستقبل الهواتف الذكية والتلفزيون. وقال فيها المدير العام لقناة «سكاي نيوز عربية» نارت بوران: «هناك أربع ركائز رئيسية وثابتة لصناعة الأخبار، وهي المقدرة على تقديم البث المباشر وجودة المحتوى حيث يكون لديك أخبار حصرية ومراسلون من قلب الحدث، والسرعة في إيصال الخبر وأخيراً التفاعلية، وهي مفهوم جديد نسبياً إلا أنه بات اليوم بالغ الأهمية». وأضاف: «علينا أن نغير تفكيرنا بأن نعتبر أنفسنا منصة، وليس مجرد قناة. يبقى التلفزيون وسيلة إعلامية مهمة إلا أنه علينا التغيير من أسلوب الإنتاج والتوزيع ليواكب التطورات الحالية».فيما تحدث الرئيس التنفيذي لخدمة الفيديو عبر الإنترنت «استكانة» سامر عابدين عن أن الأهمية تكمن في المحتوى وليس في الشاشة التي تستخدم لمشاهدة التلفزيون. وأضاف: «هناك بعض الفروق التي ينبغي مراعاتها، فمثلاً ينبغي تخصيص عروض أقصر تناسب شاشات أجهزة الخليوي الصغيرة، وترك العروض الأطول للشاشات الكبيرة». يذكر أن الأمين العام لمجلس الوحدة الإعلامية العربية هيثم يوسف سلّم أمس جائزة الهيثم للإعلام العربي للرئيس التنفيذي ل twofour54 نوره الكعبي، «بعد نجاح قمة أبو ظبي للإعلام 2014، والتي أسسها الراحل محمد خلف المزروعي».