غادر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجزائر اليوم الخميس، بعد زيارة تمحورت حول القضايا الاقتصادية ترأس خلالها مع رئيس الوزراء الجزائري منتدى الاعمال، وتم تمديد اتفاق الغاز بين البلدين عشر سنوات اخرى. وكان اردوغان اول رئيس دولة يستقبله الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة منذ عودته من رحلة العلاج القصيرة في فرنسا والتي لم يعلن عنها بشكل رسمي. وجاءت الزيارة الرسمية لاردوغان بدعوة من الرئيس الجزائري "في اطار التعزيز المستمر للعلاقات بين البلدين اللذين تربطهما معاهدة صداقة وتعاون تم التوقيع عليها في 2006"، وفق بيان للرئاسة الجزائرية. وتم مساء الأربعاء التوقيع على تمديد اتفاقية تنتهي في 2014 تقضي بتزويد الجزائر لتركيا بالغاز المسال لعشر سنوات إضافية، مع مضاعفة هذه الكميات بنسبة 50 في المئة، وفق وكالة الانباء الجزائرية. ووقع الاتفاقية كلّ من وزير الطاقة الجزائري يوسف يوسفي و نظيره التركي تانر يلدز، علماً أن الجزائر هي رابع مزود لتركيا بالنفط والغاز. وتعدّ الجزائر الشريك الاول لتركيا في القارة الافريقية، بخاصة بعد ان قررت انقرة "اعادة توجيه سياستها نحو العالم العربي والاسلامي منذ تأجيل انضمامها الى الاتحاد الاوروبي"، كما جاء في وثيقة حكومية جزائرية حصلت عليها وكالة "فرانس برس". وقال اردوغان في منتدى الأعمال الجزائري التركي مع رئيس الوزراء عبدالمالك سلال، إنه "نأمل أن تنال شركات المقاولات التركية حصة أكبر في البنى التحتية. الجزائر ستقدم على مشاريع ومنشآت مهمة ونريد أن نساهم في ذلك". وجدد الرئيس التركي دعوته الى "تعزيز المبادلات التجارية بين البلدين لرفعها من 4.5 بليون دولار حالياً، إلى 10 بلايين دولار في أقرب الآجال وذلك بإزالة جميع الحواجز المعرقلة للتجارة". وأضاف أنه "قبل 12 سنة كانت المبادلات التجارية دون بليون دولار، ووصلت في 2013 إلى 4.5 بليون دولار ولكن هذا غير كاف. إذا استطعنا ان نبذل جهداً ونزيل الحواجز يمكننا بلوغ 10 بلايين دولار في أقرب الآجال". وقبل مغادرة الجزائر، زار اردوغان ورشة ترميم مسجد "كتشاوة" في القصبة العتيقة وهو احد شواهد الحقبة العثمانية في الجزائر (1518 -1830) والتي انتهت بتسليم البلاد للاحتلال الفرنسي. وتتكفل شركة تركية بأشغال الترميم في هذا المسجد الذي يعود بناؤه الى 1613، قبل ان يحوله الفرنسيون الى كتدرائية خلال الحقبة الاستعمارية حتى استقلال الجزائر في 1962، ويستعيد الجامع طابعه الاسلامي.