يخطف منتجع كوستا دو ساويبي الساحلي الواقع في شمال شرق البرازيل الأنظار اليوم (الجمعة) لكونه سيحتضن القرعة المنتظرة لكأس العالم البرازيل 2014 لكرة القدم، إذ ينتظر 32 منتخباً معرفة مصيرهم في الحدث الرياضي الأبرز في العالم. القرعة ستقام على بعد مسيرة ساعة من مدينة سالفادور في باهيا، والتي كانت تلقب بمدينة السعادة في البرازيل، وتقع كوستا دو ساويبي في منطقة دوس كوكيروس التي تمتاز بموقعها الجغرافي المميز في ساحل ولاية باهيا التي تقع على بعد 76 كيلومتراً من شمال عاصمتها سلفادور. لكن السعادة لم تكن واضحة في الحدث الأخير الذي استضافته البرازيل العام الماضي، عندما اشتعلت مظاهرات عنيفة شملت شوارع البرازيل بأكملها خلال كأس القارات 2013، منددة بالنفقات العالية للاستضافة، واتهم المتظاهرون الحكومة بإهمال الأوليات لمصلحة استضافة كأس العالم وألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية 2016 بكلفة تقدر ب26 مليار دولار. وقبل سحب القرعة، ستقدم عروض فنية وغنائية عدة، من بينها ألكسندر بيريس وفانيسا دي ماتا وفرقة رقص ديبراه كولكر، ومطرب الراب أميسيدا وألسيوني ومارغارث مينيزيس ومجموعة ألودوم الأفريقية البرازيلية. لكن ذلك لم يمنع الادعاء العام في ساو باولو من فتح تحقيق بحق «المنظمين» على خلفية ادعاءات باستبعاد ممثلين من السود من تقديم حفلة القرعة. وقرر المدعي العام في ولاية ساو باولو كريستيانو سانتوس فتح تحقيق بحق الاتحاد الدولي ومنظمي حفلة القرعة «تي في غلوبو» و«جي إي أو إيفينتوس» لمعرفة إن كانوا تعمدوا تجاهل نجمي المسلسلات لازارو راموس وكاميلا بيتانغا بسبب بشرتهم السوداء والاعتماد على مقدم البرامج رودريغو هيلبرت وزوجته عارضة الأزياء الشهيرة فرناندا ليما. وبعد انتهاء العروض الفنية، سيقوم الأمين العام ل«فيفا» جيروم فالكي بإجراء مراسم القرعة، وسيساعده في ذلك ثمانية نجوم كرويين يمثلون ثماني دول سبق لها الفوز باللقب، وهم أليسيديس غيغيا (الأوروغواي)، والسير جيف هيرست (إنكلترا)، وماريو كيمبيس (الأرجنتين)، ولوثر ماثيوس (ألمانيا)، وزين الدين زيدان (فرنسا)، وكافو (البرازيل)، وفابيو كانافارو (إيطاليا)، وفرناندو هييرو (إسبانيا). ومن بين كل هؤلاء، هناك أيقونة تلفت الانتباه في شكل كبير، إنه غيغيا! الوحيد من بين أبطال كأس العالم 1950 ما زال على قيد الحياة. وبفضل هدف الفوز بنتيجة (2-1) الذي سجله في ذلك الوقت ضد البرازيل في مدينة ريو دي جانيرو بات نجم منتخب لا سيليستي السابق خالداً في الذاكرة إلى الأبد. وكان ابن ال86 أسكت الحاضرين في ملعب ماراكانا بعدما أضاع على البرازيليين فرصة الظفر باللقب العالمي على أرضهم. وأوضح بطل منتخب أوروغواي السابق في هذا السياق: «نهائيات كأس العالم التي ستقام في البرازيل أحيت لدي ذكريات كثيرة بخصوص عام 1950، وستكون النهائيات العالمية المقبلة في البرازيل رائعة»! وسيشارك بالقرعة نحو 1300 ضيف و2000 ممثل لوسائل الإعلام. وترك الاتحاد الدولي آلية السحب المعتمدة طي الكتمان حتى الجمعة، لكن كل مجموعة ستضم منتخباً مصنفاً إلى جانب البرازيل المضيفة. والمنتخبات المصنفة في القبعة الأولى هي البرازيل، الأرجنتين، كولومبيا، الأوروغواي، إسبانيا حاملة اللقب، ألمانيا، بلجيكا وسويسرا. وتضم القبعة الثانية سبعة منتخبات هي: تشيلي والإكوادور وساحل العاج وغانا والجزائر ونيجيريا والكاميرون، أي بقية المنتخبات من أميركا الجنوبية والمنتخبات الأفريقية المتأهلة. أما القبعة الثالثة فتضم الولاياتالمتحدة والمكسيك وكوستاريكا وهندوراس واليابان وإيران وكوريا الجنوبية وأستراليا، أي منتخبات كونكاكاف وآسيا. لكن الأنظار ستتركز على القبعة الرابعة التي تضم تسعة منتخبات أوروبية غير مصنفة، هي: هولنداوإيطاليا وإنكلترا والبرتغال واليونان والبوسنة وكرواتيا وروسيا وفرنسا. وسيتم سحب أحدها لتنضم إلى القبعة الثانية. وستوزع المنتخبات ال32 على ثماني مجموعات من أربعة منتخبات في الدور الأول، إذ سيخوض كل منها ثلاث مباريات، يتأهل على إثرها بطل كل مجموعة ووصيفه إلى الدور الثاني الذي يقام بنظام خروج المغلوب وصولاً إلى المباراة النهائية. وستكون البرازيل حكماً في المجموعة الأولى بصفتها الدولة المضيفة. وذكر الاتحاد الدولي أنه سيضع قبعة منفصلة فيها المنتخبات المصنفة في القبعة الأولى من أميركا الجنوبية، وأحدها سيواجه المنتخب الأوروبي الذي سيسحب اسمه من القبعة الثانية، كي لا تضم أية مجموعة ثلاثة منتخبات من أوروبا. وأضاف «فيفا» أنه قد «يقفز» من مجموعة إلى أخرى تفادياً لمواجهة منتخبات من اتحاد قاري واحد (مثلاً كي لا تقع تشيلي أو الإكوادور في مجموعة واحدة مع منتخب أميركي جنوبي مصنف). وتتكاثر الترجيحات قبل القرعة بحثاً عن مجموعة حديدية محتملة، قد تضم إحداها البرازيلوفرنسا وإنكلترا واليابان. واعتمد «فيفا» في تحديد المنتخبات المصنفة، أي البرازيل (البلد المضيف) والأرجنتينوكولومبيا والأوروغواي وبلجيكاوألمانيا وإسبانيا وسويسرا، على تصنيفه الشهري الصادر في ال17 من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. تطورت القرعة النهائية وتغيرت في شكل كبير على مر العصور، بدءاً من البطولة الأولى عام 1930 بمشاركة 13 منتخباً في منافسة بنظام الجميع ضد الجميع، ووصولاً إلى الشكل الحالي الذي يشهد حضور 32 منتخباً في حدث كبير من الطراز الرفيع. واستعان الفرنسي جول ريميه بصبي صغير لسحب قرعة كأس العالم 1938. أما قرعة نسخة 1950، فلم تكن سهلة على الإطلاق إذ اجتمعت السلطات المختصة للنظر في كيفية توزيع المنتخبات ال13 المشاركة.