بين من يقول إنه جاء بناء على نصيحة مدرب الفريق السابق البلجيكي إيرك غيرتس وبين من ينفي تلك المعلومة، حل اللاعب المغربي الدولي عادل هرماش ضيفاً على الهلال للمرة الأولى موسم 2011-2012، وبدأ رحلته مع الفريق الباحث حينها عن لقب الدوري. فراغ رحيل اللاعب الروماني المحبوب جماهيرياً ميريل رادوي، دفع إدارة الفريق الأزرق ومن دون تردد إلى البحث عن لاعب في المركز ذاته قبل أن يقع الاختيار على هرماش، الذي انتظر منه المدرج الأزرق خلافة سابقه الذي ودعته مرغمة، تلك الأحلام لم تتحقق فهرماش عجز عن إثبات قيمته على مدى عام ونصف العام، ما دفع إدارة النادي إلى البحث عن تسويقه. وبنظام الإعارة انتقل لاعب المحور المغربي من الهلال إلى نادي تولوز الفرنسي في النصف الثاني من الموسم الماضي، عقبة واحدة وقفت أمام النادي الأزرق وتسويق اللاعب تمثلت في أجره الشهري المرتفع، إذ يتقاضى شهرياً 80 ألف يورو وهو العبء الذي رفضت الأندية الفرنسية كافة تحمله. أمام الحاجة الملحة إلى تسويق اللاعب وغياب العروض المناسبة لأجره اضطر الهلال إلى دفع 50 ألف يورو شهرياً للاعب لقاء احترافه في تولوز، على أن يدفع النادي الفرنسي 30 ألف يورو شهرياً، وهو ما تم الاتفاق عليه. القصة لم تنتهي بالإعارة، إذ أعاد الهلال مع انطلاقة الموسم الحالي اللاعب المغربي بعد أن مثل الخيار الثالث في قائمة مدرب الفريق الحالي سامي الجابر، الذي عجز عن الوصول إلى اتفاق مع لاعبين آخرين سعى المفاوض الهلالي إلى حسم انتقال أحدهما، ليقبل الجابر استعادة هرماش، الذي سبق أن أشرف عليه إبان توليه مسؤولية إدارة الكرة في الفريق. واليوم لا يبدو أن التجربة الثانية للمحترف المغربي نجحت في كتابة واقع مختلف، إذ يستحوذ اللاعب على جزء كبير من الانتقاد الجماهيري مع كل مباراة للفريق، ويذهب للرأي ذاته نقاد متخصصون يؤكدون أن اللاعب يفتقد إلى التركيز داخل الملعب ويعجز عن التأقلم مع المجموعة، كما يعاب عليه عجزه عن الالتزام بالتعليمات الفنية، إذ يظهر في أرجاء الملعب كافة، متخلياً في غالب الأحيان عن واجباته الدفاعية على حساب أدوار هجومية لا يطالب بها، ذلك الأداء في الغالب يسهم في إضعاف من يشاركه المركز ذاته في الملعب، إضافة إلى تسببه في ثغرات دفاعية واضحة. وفيما لم تتضح بعد الصورة النهائية لعلاقة الهلال بلاعبه المغربي إلا أن المؤشرات الأولية تقول إن تغييراً واسعاً ينتظر الفريق، قد يبعد اللاعب المغربي عن صفوفه خلال الفترة الشتوية. وأمام الاحتمالات الكثيرة تأتي الأرقام لتحكي قيمة اللاعب المغربي، إذ تقول إنه يتقاضى شهرياً ما يزيد على 400 ألف ريال شهرياً (80 ألف يورو)، وبالمقياس ذاته نجد أن لاعب المحور في صفوف حامل لقب الدوري الإيطالي يوفنتوس الفرنسي بول بوغبا يتقاضى الرقم ذاته تماماً، فيما يتقاضى لاعب المحور الجزائري في نادي انترميلان الإيطالي سفير تايدر (21 عاماً) 700 ألف يورو سنوياً (52 ألف يورو شهرياً)، أما محور كالياري الإيطالي والمطلوب في كل من انترميلان ويوفنتوس وروما اللاعب البلجيكي راديا ناينغولان فلا يزيد أجره السنوي على 550 ألف يورو (45 ألف يورو شهرياً). وفي إيطاليا أيضاً يتقاضى محور نابولي السويسري بليريم دزيمايلي مليون يورو في العام (83 ألف يورو شهرياً)، فيما يتقاضى محور جنوى المطلوب في كل من انترميلان وإي سي ميلان يواري كوكشا 700 ألف يورو سنوياً (52 ألف يورو شهريا). أرقام كتلك تقول إن العائد الفني من هرماش يفترض أن يوازي عطاء بوغبا، أو يزيد على مردود تايدر وناينغولان، نتاج الأرقام السابقة سؤال يقول هل وازى هرماش بعطائه الفني ما قدمه لاعبون يتقاضون الأجر ذاته؟ وبناء على إجابته يترك للمجيب قرار الخروج برأي يتبنى عبره بقاء اللاعب أو رحيله الذي تدرسه إدارة الهلال في الفترة الحالية.