في خطوة نحو القضاء على سوء التغذية في أنحاء العالم، تعهّد 170 بلداً التزامات ملموسة واعتماد توصيات في مجالي السياسات والاستثمارات، تهدف إلى ضمان حصول الجميع على وجبات صحية وأكثر استدامة. وأعلنت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، أن الوزراء والمسؤولين المكلفين بقطاعات الصحة والغذاء والزراعة، «تبنّوا إعلان روما في شأن التغذية وإطار العمل». وتزامنت هذه الخطوة مع افتتاح المؤتمر الدولي الثاني المعني بالتغذية (ICN2) في روما أمس، والذي تنظّمه «فاو» ومنظمة الصحة العالمية ويستمر يومين، في حضور صناع السياسات في مجالات الزراعة والصحة ومندوبي الوزارات ومنظمات المجتمع المدني. ويكرّس إعلان روما المتعلق بالتغذية وفق «فاو»، حق كل إنسان في الحصول على غذاء مأمون وكافٍ ومغذٍ، ويُلزم الحكومات بالعمل على مكافحة سوء التغذية بكل أشكالها، بما في ذلك الجوع ونقص المغذيات الدقيقة والسمنة». وأوضحت أن الإطار «يطرح 60 إجراء محدداً ويمكن الحكومات إدراجها في صلب خططها الوطنية للتغذية والصحة والزراعة والتعليم والتنمية والاستثمار، ومع إمكان وضعها في الاعتبار أيضاً لدى التفاوض على الاتفاقات الدولية الرامية إلى ضمان تغذية أفضل للجميع». وأكد المدير العام ل «فاو» جوزيه غرازيانو دا سليفا، أن آفة سوء التغذية «تؤثر على أشد الفئات ضعفاً في المجتمع»، مشيراً إلى أن «أكثر من 800 مليون شخص يعانون من الجوع المزمن أي نحو 11 في المئة من سكان العالم». وإلى جانب المعاناة الإنسانية الرهيبة، رأى أن النظم الغذائية غير الصحية «تؤثر في قدرة البلدان على النمو والازدهار». وقدّر كلفة سوء التغذية بكل أشكالها، بنسبة تتراوح بين 4 و5 في المئة من الناتج المحلي العالمي». وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في خطاب، متوجهاً إلى المشاركين في المؤتمر الدولي الثاني للتغذية، ضرورة «مضاعفة جهودنا». وقال: «إنني أتطلع إلى الوقوف على الالتزام الوطني الذي سيتخذ من جانب كل منكم». وفي المقابل «تتعهد منظومة الأممالمتحدة ببذل كل ما في وسعها لتقديم الدعم الفعال لكم». واعتبرت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان، أن نظام الغذاء في العالم باعتماده على الإنتاج الصناعي وعولمة الأسواق «ينتج إمدادات وفيرة، لكنه يخلق بعض المشاكل للصحة العامة». إذ لفتت إلى أن «جزءاً من العالم لا يملك إلاّ القليل جداً من الغذاء المتاح، ما يترك الملايين عُرضة للهلاك أو المرض الناجم عن قصور المغذيات». فيما «يعاني جزء آخر من التخمة بما يترتب عليها من بدانة وسمنة واسعة الانتشار، تقلّص توقعات الأعمار وتدفع بتكاليف الرعاية الصحية إلى آفاق خرافية». وأعلنت «فاو» أن ما يزيد على 800 مليون شخص في العالم لا يزالون جياعاً اليوم، فيما تراجع التقزّم أيضاً لكن نحو 161 مليون طفل و51 مليوناً آخرين دون سن الخامسة، يعانون من الظاهرتين بمقياس عام 2013. ويرتبط نحو النصف تقريباً من مجموع وفيات الأطفال دون الخامسة من العمر بنقص التغذية، فيما يبلغ مجموعه نحو 2.8 مليون طفل سنوياً». ورصدت «فاو» معاناة «بليوني نسمة من قصور المغذيات الدقيقة أو ما يُعرف بتسمية «الجوع المستتر»، نظراً إلى عدم كفاية الفيتامينات والمعادن التي يحصلون عليها». ولاحظت أن «عبء البدانة ينمو بسرعة، إذ يعاني نحو نصف بليون فرد من السمنة حالياً وثلاثة أضعاف هذا الرقم من فرط الوزن، فضلاً عن 42 مليون طفل دون سن الخامسة». وفي الخلاصة فإن «نصف سكان العالم مصابون في شكل أو آخر من سوء التغذية».