قوة الهلال كانت وما تزال في جماهيره، فبعد الله عز وجل هم اللاعب الرئيس والقادر على ترجمة كل شيء إلى منجزات وبطولات. وجماهير الهلال لم تعد ترضى بأي شيء، حتى لو خرجت من الموسم ببطولة واحدة فهي تظل مقتنعة باستحقاقها أكثر من ذلك، وهي بالفعل تستحق أكثر. الهلال بعد غيريتس وكوزمين يعيش اختلافات وصراعات غريبة عليه، حتى كبار الهلال غابوا عن المشهد حين كان من الواجب حضورهم. التكتلات والأحزاب والمحسوبيات أصبحت تدير الدفة فاختل القارب الهلالي كثيراً نتيجة تلك الأمواج التي لا تصل بك إلى الشاطئ بل تبعده أكثر. وبعد وفاة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد فقد الهلال صوتاً قادراً على النطق ب«لا» في وجه من يضر بالهلال. ابتلي الهلال في أعوامه الأخيرة بأسماء أتت لتكسب من وراء الهلال، وتجعل الهلال يخسر بسببها أكثر. وللأسف البعض يعد نفسه مصلحاً وهو الفساد كله، يدعي الخوف على الهلال وهو يمزق جسده بيده وقلمه. الهلال نجاحه مستمد من كونه دائماً على قلب رجل واحد، لم يكن ينتصر دائماً، لكنه ما كان يخسر أهله وجماهيره، بل يعود إليهم وهو أكثر قوة ونضارة. جولة بسيطة في تاريخ الهلال خلال ال25 عاماً الماضية تؤكد لنا أنه في واد والأندية الأخرى في واد. ذلك لم يتحقق في يوم وليلة، بل جاء نتاج عمل مضن وتراكمات خبرة وصدق مع الهلال، وهذا ما ينقص الهلال الآن أن نصدق معه قولاً وفعلاً. المرجفون هم البلاء والابتلاء كله، ومن يرجف في حق الهلال سيجعله الهلال يرتجف عما قريب. الاستسلام لمثل هؤلاء سيلقي بالهلال في خبر كان، أما نحن الهلال فلم نعرف الهلال إلا جملة فعلية تصنع أجمل معاني الفوز. ما يمر به الهلال الآن يسكنه كل الخير، فقد أخبره من يحبه ممن يتحين الفرص ليشمت به. ما أسوأ أن نكره الهلال بسبب موقف من شخص يعمل فيه.. هنا يكمن الخلل حين نجعل أنفسنا الأمّارة لا تطمئن بالهلال، وحينها سنفوز بنفس لوامة لن يرضيها ما يصنع بالهلال والكبار والعقلاء يتفرجون! [email protected] K_batli@