دعت «كتائب أحرار الشام» أمس «جبهة النصرة» الى التركيز على محاربة النظام السوري و «إيقاف عدوانه وتقويض أركانه»، بعدما أعلنت أنها فوجئت بإعلان أمير دولة العراق الاسلامية أبي بكر البغدادي ان هدفه تشكيل «امارة اسلامية» في سورية ومبايعة زعيم «جبهة النصرة» ابو محمد الجولاني زعيم «القاعدة» ايمن الظواهري. وأعلنت «أحرار الشام» وهي إحدى الكتائب العسكرية المقاتلة في «الجبهة الاسلامية» في بيان انها «فوجئت» بما صدر عن البغدادي ثم اعلان الجولاني، وانها راقبت «تداعيات ذلك على الساحة الداخلية والاقليمية». وأضاف البيان ان «احرار الشام» حرصت على «صبّ الجهود وتوحيدها في معركة دفع العدو الأسدي الصائل إذ لا شيء بعد الإيمان أوجب منه ولا شيء يقدّم عليه». وبحسب خبراء، ومصادر «الحياة»، تعتبر «جبهة تحرير سورية» أكبر المجموعات وتضم نحو 35 الف مقاتل، فيما تأتي «الجبهة الاسلامية» بعدها بنحو 15 الف مقاتل يتوزعون على أكثر من عشرة ألوية بينها «أحرار الشام». وتضم الكتائب المقاتلة ايضاً «أحفاد الرسول» بعدد مشابه من المقاتلين. ويقدر خبراء عدد اعضاء «جبهة النصرة» بنحو ستة آلاف مقاتل، اضافة الى وجود بين 40 و50 الف مقاتل تحت سيطرة «الجيش الحر» بقيادة اللواء سليم ادريس. وتضم قوات الحماية الشعبية التابعة ل «الاتحاد الديموقراطي الكردي» بزعامة صالح مسلم نحو 15 الف مقاتل. وأوضح البيان الذي صدر بعد مرور اسابيع على بياني زعيمي «النصرة» و «دولة العراق» وبعد مناقشة داخل المكتب السياسي للحركة، ان «الإمامة على المسلمين لا بدّ لها من قدرة وسلطان تحصل بهما مصالح الإمامة وهذا ما لا يتوافر في أي من الفصائل والكتائب العاملة على الأرض»، مضيفاً ان «الامارة وسيلة وضعت في الشرع لجمع الكلمة ووحدة الصف وليست مقصداً بعينه وما جرى من إعلان البغدادي لم يجمع المتفرّقين ولا ألّف بين المتنازعين وهذا ما يسمّى فساد الوضع عند علماء الأصول وهو اقتضاء الوضع الذي رُتب عليه الحكم نقيض ما عُلق عليه». وأشارت «احرار الشام» الى ان البغدادي لم يشاور قبل اصدار بيانه «احداً من أهل الحلّ والعقد في هذا البلد من علماء ربانيين وفصائل مخلصة عاملة على الأرض من الإسلاميين وكتائب الجيش الحر، وهذا يفتح سبيل التفرد في إطلاق المشروعات المصيرية في البلد كلّ بحسب ما يراه». وقال خبراء ان بعد الاعلانين انقسم اتباع «النصرة» الموجودين في شمال سورية وشمال شرقها، الى ثلاثة اقسام: بعضهم التزم بقرار البغدادي، بعضهم الآخر انضم الى بيعة الجولان ل «القاعدة»، فيما فضل آخرون الابتعاد عن اي من الموقفين. وأوضح البيان امس: «ان كلاً من الإعلانين سيجرّ إلى الميدان أطرافاً جديدة ولا يخدم -فيما نرى- ثورة شعبنا وجهاده. والأصل عدم توسيع دائرة الصراع والتركيز على محاربة نظام الأسد وإيقاف عدوانه وتقويض أركانه». وزاد: «لما رأينا تفاني وبسالة «جبهة النصرة» في المعارك وإحسانها وحسن تعاملها مع الناس، كان الظن فيهم استمرار الغيرية والإيثار وتقديم مصلحة الأمة». ودعت «احرار الشام» الطرفين في «النصرة» و «دولة العراق» الى استشعار عظم الحدث و «خطورة أقلمة الصراع بهذه الطريقة وإشراك أطراف أخرى، وهذا ليس احتكاماً لحدود مصطنعة بين أبناء الأمة ولكنه قراءة موضوعية لمعطيات الواقع وتقديم لما نراه مصلحة المسلمين وجهادهم ضد طاغية الشام». لكن أكدت انها تسعى الى «دولة اسلامية راشدة تقيم العدل والقسط بين رعاياها عبر الوسائل المشروعة مع مراعاة مقتضيات الوضع وحالة الأمة المغيبة عن دينها في هذا البلد طيلة نصف قرن من الزمان».