كلما رأت أم شهد طفلتها تقترب من التلفزيون لسماع القرآن الكريم ومشاهدة برامج الأطفال زادت حسرتها، وكلما رأتها تشير إلى التلفزيون لكي تعرف ماذا يقولون، وكذلك نظرات شهد لأمها وأبيها وهي لا تستطيع سماع صوتهم منذ ولادتها جعلت والدتها في حيرة من أمرها، ويقول والدها إن ابنته شهد طفلة فلسطينية ولدت على تراب المملكة التي امتد خيرها للعالم قاطبة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة التي لم تدخر جهداً في خدمة القضية الفلسطينية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ويؤكد محمود «والدها» وهو من مواليد المملكة وعاش وترعرع على أرضها وتعلم في مدارسها أن المملكة هي وطن كل العرب وهي ملجأ الجميع وخيرها عم جميع البلاد، وتشهد مرافقها الصحية تطوراً كبيراً جداً خلال الأعوام الماضية في ظل الدعم اللا محدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين. ويضيف: «أصيبت ابنتي شهد منذ ولادتها بضعف في البصر وكذلك بعد إجراء الفحص الخارجي أن الأذنين وطبلة الأذن ضمن الحدود الطبيعية، وحين تم عمل تخطيط جذع الدماغ السمعي تبين وجود نقص سمع عميق في كلتا الأذنين، وتم استخدام المعينات السمعية لمدة تزيد على ستة أشهر من دون استجابة»، ويقف محمود عن الحديث وهو يشاهد طفلته أمامه تشاهده من دون أن تسمع ما يدور حولها ويقول: «ابنتي في حاجة ماسة لزراعة قوقعة في أسرع وقت، باعتبار أن عمرها صغير وهي في هذا الوقت تستجيب لإجراء الجراحة التي أكد لنا الأطباء أن نسبة نجاحها 100 في المئة، ولكن كلفتها 150 ألف ريال. ويتم إجراؤها في المستشفى العسكري أو مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، ولكننا لا نستطيع علاجها في هذين المستشفيين، لذلك أناشد حكومة خادم الحرمين الشريفين علاج ابنتي شهد في أحد هذه المستشفيات»، مبيناً «أننا كفلسطينيين نجد كل تقدير وحب واحترام في بلدنا الثاني المملكة، ونسأل الله أن يديم على هذا البد الأمن والأمان، وأن يجعل ما قدموه لحجاج بيت الله الحرام في موازين حسناتهم، إنه سميع قريب مجيب الدعاء».