طوال تسعة أعوام يتجرع المواطن صالح الحربي مرارة الألم والحزن، لا يعيشها سواه، وأمنياته بدفع جزء من حياته لإنقاذ ابنه عبدالرحمن الذي لا يزال طريح الفراش بسبب حادثة دهس تعرض لها في منطقة القصيم. والد عبدالرحمن تحمل عناء الديون وتسول المسؤولين لتوفير العلاج لفلذة كبده، خصوصاً أن وزارة الصحة تكفلت بعلاجه أربعة أشهر في مدينة بون الألمانية ثم توقفت عن ذلك، ما دفعه إلى الاقتراض وشحذ همم أقاربه للوقوف إلى جانبه بعد تخلي الجهة المسؤولة عن صحة المواطن عن علاجه، وتركته يصارع الغربة ونفقات علاج ابنه. يقول صالح الحربي ل «الحياة»: «حال ابني عبدالرحمن حرجة وفي حاجة ماسة إلى إجراء جراحة في المخ بعد تعرضه لحادثة دهس قبل تسعة أعوام، ما أفقده الحركة وأصبح طريح الفراش، ومنذ ذلك اليوم لا أستطيع أن أتلذذ بنوم ولا أهنأ بطعام، وأراه يتألم أمامي ولا أستطيع أن أقدم له ما يحتاج»، لافتاً إلى أن عبدالرحمن أمضى ستة أعوام في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض وثلاثة أشهر في مدينة الأمير سلطان الإنسانية، لكن من دون فائدة. ويضيف: «بحثت عن علاجه في جميع المستشفيات المحلية ولم أجد علاجاً لحالته، وفقدت الأمل، إلا أنني تسلحت بالإيمان فاستنهضت الهمة واتخذت الأسباب في البحث عن علاج ابني، ووجدت ذلك في ألمانيا فأسرعت به إلى هناك واستنفدت جميع ما أملك من الناحية المادية لعلاجه، وبعد التشخيص تبين أنه يعاني من خلل عام وحاد في التوتر العضلي، ويحتاج إلى تدخل جراحي في الرأس». ويذكر صالح أن ابنه الآن في مدينة بون في ألمانيا، وفي حاجة إلى من يتكفل بعلاجه، ويساعده في تجاوز هذه المعاناة، «يضيق صدري ويتوه فكري بين ابني وفلذة كبد يستلقي على سريره يصارع المرض وبين صبية صغار في بلدهم غاب عائلهم، وأحزن لمريضهم وتدمع عيني شوقاً إليهم». وكانت أجريت للشاب المعوق جراحة دقيقة، تحسنت حاله الصحية على إثرها، وكان لا بد من إكمال العلاج، إلا أن ظروف والده وعدم وجود مبلغ العلاج، حالا دون استكماله. ويؤكد الوالد الحزين أن كلفة علاج ابنه في ألمانيا تبلغ نحو 60 ألف يورو (300 ألف ريال)، إضافة إلى متابعة طبية عبر الجهاز من ثلاثة إلى أربعة أشهر تصل إلى 100 ألف يورو، أي أن قيمة علاجه بالكامل 160 ألف يور، «مبلغ العلاج فوق طاقتي، ولاسيما أن حال ابني حرجة صحياً ومادياً». ويتمنى صالح من المسؤولين في هذه البلاد المباركة إكمال علاج ابنه، خصوصاً أن الأطباء أكدوا له إمكان ذلك، معبراً عن ألم نفسي عميق بسبب ما تمر به أسرته في الوطن من ظروف مالية خانقة لا يعلمها إلا الله.