طهران، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – شكت طهران أمس من أن نصاً نشره البيت الأبيض «لا يتطابق» مع الاتفاق الذي أبرمته في جنيف مع الدول الست المعنية بملفها النووي، معلنة أن تطبيقه سيبدأ آخر السنة. في غضون ذلك، علمت «الحياة» أن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، تطرّق إلى الاتفاق. وتحدث فابيوس عن «تقدّم ضخم»، لكنه قال: «علينا التنبّه إلى تطبيق الإيرانيين التزاماتهم، وعليهم (التنبّه إلى) الرفع الجزئي للعقوبات». وأشار إلى أن «مجموعة أولى منها ستُرفع فور بدء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الرقابة (على البرنامج النووي) وبعد ذلك، أما الجزء الأساسي للعقوبات فلا يمكن رفعه إلا في مرحلة ثانية». وزاد أن العقوبات التي ستُرفع في مرحلة أولى ستشكّل «نحو 5 في المئة» من قيمتها الإجمالية. ورجّح مسؤول بارز في وزارة الخزانة الأميركية أن يكون تأثير تخفيف العقوبات عن طهران «ضئيلاً»، ملاحظا انه: «إذا كان الإيرانيون أتوا إلى طاولة المفاوضات، فهذا سببه الضغط (الاقتصادي) الذي يشعرون به، وعلينا متابعة ممارسته إلى حين بلوغ المرحلة المقبلة» من المفاوضات. لكن الناطقة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم اعتبرت ان ما أورده الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض حول نص الاتفاق، «تفسير آحادي للنص». وذكرت أن «بعض التوضيحات والمصطلحات في (الموقع) تتعارض مع نص الاتفاق»، مبدية «أسفها» لأن «وسائل إعلام ترجمته» (النص الأميركي) ونشرته بوصفه اتفاق جنيف، ما يجافي الحقيقة». وذكّرت بأن اتفاق جنيف «هو نتيجة توافق، وكل العبارات والكلمات في النص اختير بدقة، مع الأخذ في الاعتبار ملاحظات جميع الأطراف». ولفتت إلى أن «أحد أسباب إطالة المفاوضات يعود إلى الدقة في اختيار المصطلحات والعبارات، خصوصاً من الوفد الإيراني». إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه «متفائل بحذر» إزاء مستقبل المفاوضات، وقال: «إذا توافرت الإرادة السياسية، لن يبقى موضوع لا تمكن تسويته. إننا جاهزون لاتخاذ تدابير تبدّد الهواجس المنطقية إزاء ملفنا النووي». ووصف اتفاق جنيف بأنه «تاريخي، نال الشعب الإيراني من خلاله حقوقه النووية المشروعة»، مكرراً أنه «يتضمّن صراحة تخصيب اليورانيوم في إيران، وسنلتزم بنوده ما دام الطرف الآخر ملتزماً بها». واتهم «أعداء» بمحاولة منع تنفيذ الاتفاق، وزاد: «سنتخذ الخطوة الأولى لتنفيذه، نهاية كانون الأول (ديسمبر) المقبل». وشدد ظريف على أن النقاشات الثنائية مع الولاياتالمتحدة في جنيف «انحصرت في الملف النووي»، معتبراً أن «التكهنات حول مشاورات تناولت مسائل أخرى، خاطئة تماماً وركّزنا على الملف النووي». أما رئيس الفريق الإيراني إلى مفاوضات جنيف نائب وزير الخارجية عباس عراقجي، فرأى أن قول وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن اتفاق جنيف لا يذكر حق طهران في التخصيب، ينطوي على «مغالطة تقود إلى سوء فهم». ورجّح رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، إبرام اتفاق شامل في غضون سنة، وقال لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إن اتفاق جنيف كان «بمثابة كسرٍ للجليد» مع الولاياتالمتحدة، ساخراً من تهديدات إسرائيل، إذ اعتبر أن الدولة العبرية «صغيرة جداً، ولا يمكن سمكة صغيرة أن تأكل سمكة ضخمة». وأبدى رفسنجاني استعداداً لزيارة الرياض ل «طمأنة (السعوديين) إلى أن الصداقة مع إيران تفيد المنطقة والبلدين». واستدرك أن زيارة مشابهة تحتاج إلى قرار في طهران حول «أسلوب التعامل (مع السعودية) في وضعٍ مربحٍ» للجانبين.