أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض اليوم حكماً ابتدائياً بحد الحرابة على متهم سعودي ضمن خلية ال55، إثر إدانته بإشهار السلاح وتعبئة مخازن الأسلحة أثناء اقتحامه القنصلية الأميركية في جدة ومعه ثلاثة آخرين - قتلوا في مواجهات مع رجال الأمن - ما أدى إلى مقتل أربعة مسلمين، وإصابة عدد من رجال الأمن وموظفي القنصلية. وشملت الأحكام السجن والمنع من السفر ل18 آخرين في الخلية نفسها، تراوح مددها بين ستة أعوام و 25 عاماً، بينما أقسم أحد المتهمين أمام القاضي على العودة إلى جادة الطريق، وأن يكون لبنة صالحة في المجتمع. ودين المتهم السادس - حكم عليه بحد الحرابة - بالاجتماع مع مجموعة أشخاص خططوا وعزموا على القيام بعمليات إرهابية، من بينها اقتحام القنصلية الأميركية في جدة، وتأييده الكامل لهم من خلال سفره إلى المدينةالمنورة للالتقاء بهم، ومن ثم العودة معهم إلى جدة، متجاوزاً نقاط التفتيش عبر الطرق البرية وبحوزته السلاح والمتفجرات. وثبت قيام المتهم السادس بعملية السطو على مقر القنصلية الأميركية في كانون الأول (ديسمبر) 2004، وأخذ الكمامات وتسليمها لأحد القتلى ويدعى التراوري، واشتراكه معه في سلب ما بحوزة الرهائن وحراستهم واستخدامهم دروعاً بشرية بعد مداهمة قوات الأمن لهم، وإطلاق النار عليهم، وتعبئة مخازن أسلحة المجموعة الإرهابية، ومقاومته رجال الأمن، ومحاولة الهرب محتمياً بالرهائن. وشارك مقتحم القنصلية الأميركية الذي حضر الجلسة مع عدد من رجال الأمن وطبيب يعمل في عيادة المحكمة، في التخطيط للقيام بعملية إرهابية تستهدف موقعاً يقطنه أجانب مستأمنون في منطقة تبوك (شمال المملكة)، وذلك أثناء سفره مع القتيل عيد الفايدي إلى هناك، إذ راقب الموقع ووافق على تنفيذ العملية، وأيده أحد المطلوبين في قائمتي ال19 وال26 صالح العوفي - قتل في آب (أغسطس) 2008 في المدينةالمنورة - وتم تصوير الموقع، ثم رجعوا عن ذلك لتعذر تلك العملية. وقام المتهم السادس بشراء «نترات الكالسيوم» لاستخدامها في تفجير بناء على طلب القتيل عيد الفايدي، ومحاولته استئجار شقة باسمه للقتيل صالح العوفي، وسفره أكثر من مرة لأجل ذلك، واستئجاره شقة أخرى في منطقة تبوك لعناصر الفئة الضالة، فيما حاول الخروج إلى العراق للقتال هناك من دون إذن ولي الأمر. ودعم مقتحم القنصلية الأميركية مجموعة إرهابية بالرشاشات والقنابل و«الأكواع المتفجرة»، استعداداً للقيام بأعمال تخريبية داخلية، وشرائه سلاحاً رشاشاً، والتدرب عليه بقصد الإخلال بالأمن. وقررت المحكمة بالإجماع إقامة حد الحرابة عليه، وأن كيفية ذلك عائدٌ لولي الأمر، ويقترح قتله حداً. وكان القاضي سأل المتهم قبل النطق بالحكم عن صحة العمل الذي قام به، فأجاب: «عملي صحيح، وهو نصرة للمسلمين في العراق وأفغانستان، وأن مصر على ذلك، وأن قتال الأميركيين صحيح». وحينما نطق القاضي بالحكم صرخ المتهم قائلاً: «كنت أتمناه منذ فترة، ولم أفكر فيكم ولا في أحكامكم، وأنا مبسوط من الحكم». ودين المتهم الثالث الذي حكم عليه بالسجن 23 عاماً بالسفر إلى الفيليبين والتدرب على الأسلحة هناك، ونقضه البيعة التي في عنقه، ومبايعة زعيم تنظيم القاعدة (آنذاك) أسامة بن لادن، واجتماعه بأحد الأشخاص من ذوي التوجهات المنحرفة المؤيدة للعمليات الإرهابية من الداخل، وموافقته على ذلك بعد سفره إلى المدينةالمنورة لأجل مقابلته والتستر عليه، وملاقاة الشخص الذي يعتزم التفجير في الرياض، وتسليمه سيارته ومفتاح منزله دعماً له، ونقله مرات عدة. وثبت لدى المحكمة قيام المتهم الثامن الذي حكم عليه بالسجن 25 عاماً، باعتناق المنهج التكفيري وتكفير حكومة المملكة، وتأييده الأعمال الإرهابية في الداخل واجتماعه مرات عدة مع مجموعة تعمل على التخطيط للقيام بعمليات إرهابية داخل البلاد، ومن بينهم القتيل صالح العوفي، وعزمه على المشاركة في اختطاف أمير المدينةالمنورة. وخطط المتهم الثامن - حضر إلى المحكمة وهو يتوكأ على عكاز نتيجة إصابته في مواجهات أمنية - لاختطاف إحدى الطائرات، وتأمين الحاجات لمجموعة إرهابية، وتأمين تنقلاتهم ونقل أسلحتهم مرات عدة مع تأمينها، وشرائه مادة السماد لهم لاستخدامها في الإخلال بالأمن، وتجنيد العناصر التي تحمل سلوكه الفكري، كما حاول المتهم الثامن الهرب من رجال الأمن أثناء القبض عليه مع مجموعة من المطلوبين. ودين المتهم العاشر الذي حكم عليه بالسجن 20 عاماً باعتناق الفكر التكفيري وتكفير حكومة المملكة ورجال الأمن، وبحيازته أسلحة نارية مختلفة، وتدربه عليها في حال مداهمة رجال الأمن، والتستر على شخص سمع عن نيته تنفيذ اغتيال الأجانب المستأمنين، وعلى آخر أطلق النار على سيارة نائب القنصل الأميركي في جدة دون الإبلاغ عنه، والقيام بعملية انتحارية لتحرير الموقوفين في السجون، خصوصاً وأنه شارك في العملية الإرهابية التي استهدفت مبنى القنصلية الأميركية في جدة من خلال تسلّمه مخططاً هندسياً لها، واشتراكه مع منفذيها. وثبت لدى المحكمة أن المتهم ال11 - حكم عليه بالسجن 23 عاماً - اشترك في التخطيط لعمليات إرهابية من خلال تصوير مصفاة رابغ النفطية، وتصوير قصري الملك عبدالله بن عبدالعزيز والأمير سلطان بن عبدالعزيز بقصد تفجيرهما. ودين المتهم ال16 الذي حكم عليه بالسجن ستة أعوام، باجتماعه مع آخرين يحملون توجهات منحرفة، وتخطيطه لعمليات خارج وداخل البلاد، ومحاولته الخروج للأماكن المضطربة بقصد القتال من دون إذن ولي الأمر، وتستره على ذلك، وإهماله جواز سفره بدفنه، وتستره على أحد الأشخاص الذي يعرف أحد أفراد الفئة الضالة، وعلى آخر تحدث عن نيته القيام بأعمال تخريبية داخل البلاد. وقال المتهم قبل صدور الحكم أمام قاضي الجلسة، إن الخطأ عارض في حياة الإنسان، وإني أشعر بالندم والأسف الشديد على ما بدر مني، وأشهدكم على توبتي وعودتي على جادة الطريق، مسترشداً بكتاب الله وسنة رسوله، وأقوال الراسخين في العلم وعلى رأسهم هيئة كبار العلماء، وأن أكون لبنة صالحة في المجتمع، وأعاهدكم على ذلك وعلى عدم العودة، وأقسم بالله العظيم على ما ذكرت. يذكر أن الحراسات الأمنية لمقر القنصلية الأميركية في جدة، اشتبكت في كانون الأول (ديسمبر) 2004 مع خمسة مسلحين، نتج منه استشهاد 4 من رجال الأمن، ومقتل ثلاثة من عناصر الفئة الضالة، والقبض على شخصين بعد إصابتهم.