يغطي دخان ذو رائحة كريهة شوارع «المتنزه الأخضر»، وهو حي سكني في كايفانو جنوبإيطاليا، في قلب «مثلث الموت» حيث طمرت المافيا المحلية أطناناً من النفايات السامّة والخطيرة جداً. ويقول أنزو توستي، عضو لجنة «أرض الحرائق»، مشيراً إلى كومة كبيرة: «هذا زفت (...) أُخذ من أسقف قديمة ورمي هنا. إنها مواد سامّة وخطيرة جداً عندما تحترق. وهنا كل شيء احترق، ويوجد أيضاً الإسبستوس». و«أرض الحرائق» هو اللقب الإيطالي الذي يطلق على المنطقة الواقعة بين نابلولي وكازيرته، وتعد كايفانو مركزها. وهي تستمد اسمها من الحرائق التي لا تحصى التي غالباً ما أشعلت في العقود الأخيرة من أجل إحراق النفايات السامة التي تطمر في طريقة غير قانونية، أو ترمى في الحقول من جانب ال «كامورا»، المافيا في نابولي التي جعلت من هذا النشاط مصدراً كبيراً للأموال. وينبعث من هذه النفايات عند احتراقها دخان سام، وهي تسمم أيضاً الأرض وطبقات المياه الجوفية، ما أدى إلى ارتفاع كبير في حالات السرطان (أكثر من 40 في المئة لدى النساء ونحو 47 في المئة لدى الرجال). ويوضح الطبيب لويجي كوزتانتزو أن «الأمر لا يقتصر على ارتفاع الإصابات بالسرطان، بل ثمة انتشار كبير للحساسية على أنواعها، فضلاً عن التشوّهات الخلقية. فقد اضطرت ثلاث من مريضاتي إلى إجهاض الجنين بسبب إصابته بتشوهات خطرة، فضلاً عن مشاكل تتعلق بالخصوبة».