قبل الحديث عن أخطار الأسبستوس على صحة الإنسان يجب أن نعرف الأسبستوس فما هو؟ الأسبستوس مجموعة من المعادن الناعمة تشبه إلى حد ما الألياف. وللأسبستوس ميزات كثيرة تجعل له قيمة تجارية، فهو لا يحترق كما أنه موصل رديء للحرارة أو الكهرباء وهو أيضاً مرن وقوي ولا يتأثر بمعظم المركبات الكيميائية. ويمكن أن يتسبب الأسبستوس في مشاكل صحية خطيرة، عند استنشاقه بكميات كبيرة، ومن المعتقد أنه لا يشكل أي خطر صحي ما دام متماسكاً. ويصبح الأسبستوس خطراً فقط عندما يفتت وتتطاير منه ألياف دقيقة في الهواء. والأسبستوس جاف ويمكن تهشيمه بضغط خفيف، وهو سهل التفتيت. لقد اقترن الاسبستوس بمرض يسمى الأسبستوسيز، كما اقترن بأنواع معينة من السرطان. وهذه الأمراض شائعة بين الذين يتعاملون مع الأسبستوس. تدهور استخدام الاسبستوس منذ سبعينيات القرن العشرين لاقترانه بالمشكلات الصحية. وفي الوقت الراهن تحتوي صناعات قليلة على الأسبستوس. وهي تشمل أجزاء السيارات ومواد البناء. وكثير من الحكومات وضعت نهاية لإنتاج جميع أنواع الأسبستوس تقريباً منذ عام 1997م. يتكون الأسبستوس من أنواع معينة من الصخور التي تستخرج من المناجم، ثم تعالج لتستخرج منها ألياف الأسبستوس. وتعتبر روسيا هي المنتج العالمي الرئيسي للأسبستوس وتليها كندا في المرتبة الثانية. أنواع الأسبستوس: يستخدم الجيولوجيون كلمة أسبستوس للإشارة إلى ألياف متعددة من السليكات المائية. والسليكات المائية معادن مكونة من سليكا وعنصر فلزي متحدة كيميائياً مع المياه. وتنتمي السليكات المائية الليفية التي تكون الأسبستوس إما إلى مجموعة معادن السربنتاين وإما إلى مجموعة معادن الأمفيبول. وتشمل مجموعة معادن السربنتاين الكريزوتيل المعروف جداً والأكثر استخداماً من أنواع الأسبستوس. وتتكون بنية الكلريزوتيل من لوحات متبادلة من المغنيسيا والسليكا. وهذه اللوحات تلف في أنابيب ناعمة تسمى الليفية. ومجموعة معادن الأمفيبول تتكون من أنواع متعددة من الأسبستوس هي: سلسلة الكتينوليت الترموليت والأنتوفيليت والكروسيدوليت، وسلسلة الكمنغوتونيت الجرونريت. أما الأنواع الأكثر وفرة واستخداماً من أسبستوس الأمفيبول فهي الكروسيدوليت والأموسيت التي تنتمي إلى سلسلة الكمنغوتونيت الجرونريت. ومصطلح أموسيت مصطلح صناعي شائع مأخوذ من جملة منجم أسبستوس جنوب أفريقيا، ويحتوي أسبستوس الأمفيبول على ألياف خشنة أكثر من الكريزوتيل وهذه الأنواع من الأسبستوس مكونة أيضاً من سليكات مائية بالإضافة إلى عناصر أخرى. وسلسلة الأكتينوليت الترموليت غنية بالألمنيوم والكالسيوم والحديد والمنجنيز، كما يحتوي الكروسيوليت على كمية كبيرة من الألمنيوم والحديد والصوديوم. وتحتوي سلسلة الكمنغوتونيت الجرونريت على الحديد والمغنسيوم. تتكون البنية البلورية لأسبستوس الأمفيبول من سلسلة سليكون وذرات الأكسجين. وتتحد الذرات الأخرى لعناصر متنوعة مع هذه السلسلة. وخيوط ألياف الأمفيبول موازية لسلسلة الذرات. ما هي استخدامات الأسبستوس؟ لكل نوع من الأسبستوس استخدامات محددة ويستخدم كل نوع منه لأغراض مختلفة. فعلى سبيل المثال، معظم الكريزوتيل له ألياف ناعمة طويلة وقوية تقاوم الحرارة. والصناعيون يستخدمون ألياف الكريزوتيل الطويلة لصناعات مثل الملابس المقاومة للحريق وستائر المسرح، وألياف الكريزوتيل القصيرة للعزل الكهربائي وفي بطانات كوابح السيارات. وتستخدم ألياف الكريزوتيل القصيرة جداً في إنتاج الأعمدة والأنابيب الأسمنتية والبلاط والبلاستيك. ويزيد من أهمية أسبستوس الأمفيبول درجة مقاومته العالية للحرارة والأحماض. ويقاوم الأموسيت درجة حرارة تصل إلى 480ْ م، وهو يستخدم لصناعة أنواع متعددة من العوازل، وتستخدم ألياف الكروسيدوليت في القماش العازل للغلايات. كما تستخدم ألياف الكروسيدوليت القصيرة في إنتاج أنواع معينة من الأسمنت. ويستخدم الصناعيون الألياف من الأنتوفيليت والترموليت لإنتاج المصافي الأكثر مقاومة لمعظم المواد الكيميائية. أخطار الأسبستوس الصحية: ربما يستنشق الناس الذين يستخرجون الأسبستوس من المناجم أو يصنعونه أو يقومون بتركيب العوازل المصنعة منه، الألياف. والعامل الذي يؤدي مثل هذه الأعمال لمدة 20 سنة يكون عرضة للإصابة بأمراض بسبب الأسبستوس، بالمقارنة مع الأفراد الآخرين الذين لا يعملون في هذا المجال. وربما يمثل الأسبستوس خطراً على أسر العاملين إذ يمكن أن يحمل العمال غبار الأسبستوس إلى منازلهم في ملابسهم. وغبار الأسبستوس ربما يؤثر فيمن يسكنون بالقرب من مناجمه أو مصانعه. والأسبستوسيز مرض خطير يسد الرئتين بشعيرات ألياف كثيفة. وهذه الحالة تسبب ضيقاً في التنفس وفي الحالات القصوى، تتورم أصابع اليدين والقدمين. وقد يصاب عمال الأسبستوس الذين يدخنون السجائر بسرطان الشعب الهوائية. ويتسبب الأسبستوس أيضاً في ورم المتوسطة وهو نوع نادر وقاتل من سرطان القفص الصدري أو الجهاز الهضمي. وقد لا تعرف هذه الأمراض إلا بعد مرور سنوات بعد استنشاق ألياف الأسبستوس. ويمكن أن تنتشر في أي مكان كمية صغيرة من عوالق الهواء من ألياف الأسبستوس نتيجة التوسع في استخدام منتجاته. وهذه الألياف تكون موجودة في معظم رئات الناس ولكن بكميات غير ضارة. ولا يعرف العلماء كيف يتسبب الأسبستوس في الأمراض. ويعتقد كثير من الباحثين أن استنشاق الألياف على مسافة تتراوح ما بين 5 إلى 10 أمتار يزيد من مخاطر المرض. ومدة قصيرة جداً من استنشاق كميات كبيرة من ألياف الأسبستوس يمكن أن تنجم عنها إصابة بسرطان القفص الصدري والجهاز الهضمي. تلزم النظم في دول كثيرة العمال بوضع كمامات وملابس واقية في حالة تعرضهم لمستوى معين من غبار الاسبستوس. ويجب أن تكون هناك غرفة خاصة للعمال ليتمكنوا من تغيير ملابسهم بعد العمل. وهذه الاحتياطات تحمي الناس من حمل غبار الاسبستوس في ملابسهم إلى منازلهم. وبالإضافة إلى ما سبق فإن بعض الشركات تقوم بإجراء فحوصات طبية سنوية لمستخدميها المعرضين أكثر من غيرهم لكميات محددة من ألياف الأسبستوس. وتحمي النظم الحكومية أيضاً المستهلكين من منتجات معينة تحتوي على الأسبستوس. وقد أصدرت عدة بلدان منها ألمانيا والدنمارك والسويد والولايات المتحدةالأمريكية تشريعاً لاستبدال مواد أخرى تدريجياً بالأسبستوس. مادة خطرة