تحدثت إيران عن «خلافات كبرى» مع الدول الست المعنية بملفها النووي، لكنها أعلنت استعادتها «بعضاً من الثقة» بالمفاوضات المستمرة في جنيف، مشيرة إلى أن الغرب أوكل إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون «التفاوض نيابة عنه»، بعدما تذمّرت طهران من «تشتّت» الدول الست. وفي خطوة قد تعرقل مفاوضات جنيف، أعلن زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي هاري ريد أن المجلس سيناقش الشهر المقبل تشديد العقوبات على طهران، متجاهلاً محاولة إدارة الرئيس باراك أوباما إقناعه بالتريّث في هذا الصدد، لمنح المحادثات فرصة. وقال: «ندعم المفاوضات ونأمل بأن تسفر عن أقوى اتفاق ممكن». واستدرك: «فيما أساند الجهد الديبلوماسي للإدارة، على مجلس الشيوخ أن يكون مستعداً لمناقشة مشروع عقوبات جديداً ضد إيران. سأؤيد قانوناً يوسع دائرة العقوبات النفطية الحالية ويفرض قيوداً على التجارة، مع قطاعات استراتيجية في اقتصاد إيران تدعم طموحاتها النووية، ويلاحق مَن يهرّبون سلعاً إليها». تزامن ذلك مع تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «منع» إيران من امتلاك سلاح نووي. لكن وسائل إعلام إسرائيلية اعتبرت أنه فشل في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموقفه المناهض لاتفاق في جنيف. وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي التقى آشتون مرتين أمس، بعد اجتماع الأربعاء أيضاً، قال إن «الأجواء كانت جيدة، ولكن هناك خلافات». وأشار رئيس الوفد الإيراني نائب وزير الخارجية عباس عراقجي إلى أن محادثات ظريف وآشتون كانت «مفيدة جداً»، مضيفاً: «دخلنا في التفاصيل للمرة الأولى». لكنه لفت إلى «خلافات كبرى حول مسائل مهمة، نعمل على» تسويتها. ولفت إلى أن «المناخ جيد إجمالاً والإرادة متوافرة لدى الطرفين»، مشيراً إلى أن «احتمال (التوصل إلى) اتفاق موجود»، شرط أن «يظهر الفريق الآخر الليونة اللازمة». وزاد عراقجي: «كون آشتون تتحدث باسم الدول الست التي منحتها صلاحية مطلقة، وأوكلتها التفاوض نيابة عنها، أعاد إلينا بعضاً من الثقة». وكان عراقجي شكا من أن «جزءاً كبيراً من الثقة تزعزع لدى الوفد الإيراني، بسبب عدم التزام الدول الست ومواقفها المشتتة» خلال جولة المحادثات السابقة. وأضاف: «مبدأ التخصيب ليس قابلاً للتفاوض، لكننا نستطيع مناقشة حجمه ومستواه ومكانه». لكن وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) نقلت عن «مصدر مطلع» قوله إن «الجانبين لم يتطرّقا فقط إلى التفاصيل، بل يبحثان في برامج بعيدة المدى في شأن النشاطات النووية الإيرانية». أما مايكل مان، الناطق باسم آشتون، فلفت إلى «بدء مفاوضات جدية وجوهرية جداً ومفصلة»، مشيراً إلى أن إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) «تقوم بعمل مفصل جداً وتحاول تضييق الخلافات». وأعرب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن «أمله بالتوصل إلى اتفاق متين» في جنيف، مستدركاً: «هذا الاتفاق ليس ممكناً إلا على أساس من الحزم. الإيرانيون لم يروا أن عليهم قبول موقف (الدول) الست، وآمل بأن يفعلوا». وأشار إلى «تناقضات داخل السلطة الإيرانية». وأعلن في موسكو ليل أمس أن الرئيس فلاديمير بوتين بحث مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال اتصال هاتفي «الوضع في سورية والبرنامج النووي الايراني». وأشار الناطق باسم الكرملين الى ان الرئيسين «توافقا على استمرار التشاور بينهما».