كشف مدير تحرير صحيفة «الحياة» الزميل سعود الريس، أن وسائل الإعلام المختلفة تمر بمرحلة انتقالية بدأت تلعب فيها التقنية دوراً لافتاً، فضلاً عن التداخل في استخدامات الوسائل التكنولوجية على الصعيد الإعلامي. وقال الريس خلال ورقة عمل قدمها في جلسات المؤتمر الدولي الرابع لوكالات الأنباء في الرياض أمس: «يبدو جلياً أن هناك تصورات مختلفة لدى محللي ومنظري المشهد الإعلامي العالمي، فهناك من يرى مثلاً أن الصحف الورقية ستندثر، وتصبح جزءاً من الماضي، في حين يرى البعض في المقابل أنها لا تزال تحظى بمتابعة ستبقي لها بعضاً من رونقها». وأضاف أن العمل الصحافي في شكل عام تأثر في مجمله بالمعطيات الجديدة، وتغيرت بنيته الأساسية على رغم محافظته على الشكل الأساسي، ما أدى إلى تغير بعض آليات العمل لكل وسيلة على حدة، وبالتالي أصبح هناك تغير في حاجاته وطرق تعامله مع مصادر الأخبار، ومن بينها وكالات الأنباء العالمية. وتابع: «الصحف تحتاج اليوم في ظل التيار الإخباري المنهمر لتعزيز قدراتها على الوصول الفوري إلى المتلقي، وأقصد هنا أن (المتلقي) لا (القارئ)، لأنه أضحى يتسلم الأخبار عبر هاتفه المحمول وجهازه اللوحي كما يتلقاها من الصحف، وبالتالي هناك ميل صحافي عام إلى الأخذ باتجاهين أساسيين من أجل تحقيق النجاح، الأول الحصول على مواد صحافية ذات خصوصية، والثاني التغطية الموسعة لمواضيع ذات صفة محددة منطقة جغرافية وحدث سياسي واجتماعي». وأوضح أن وكالات الأنباء فعلياً لا تقدم أياً من الجانبين سابقي الذكر في مقابل تغطيتها الجوانب الأخرى المكملة للعمل الصحافي، وتخدم في شكل كبير على صعيد الصورة الصحافية التي توفر للصحيفة ما لا تستطيع الوصول إليه. وذكر أنه خلال المرحلة المقبلة وفي ظل التطور التكنولوجي المتصاعد، فإن الصحف التي لم تعد ورقية بعد بل تحولت إلى خلطة من الخدمات الصحافية على كل المنصات المتاحة (خدمة إخبارية نصية، خدمة فيديو هاتفية، موقع إلكتروني)، فإن الحاجة باتت تتصاعد إلى تغطية الجوانب التي لا تتمكن تلك الصحف من الوفاء بها أو الاستثمار فيها في شكل كبير مثل خدمات إنتاج التقارير التلفزيونية. وأضاف: «الصحف تحاول ملاحقة التطورات السريعة التي عصفت بالكثير من الأفكار للإنتاج الصحافي، وأربكت مُسّيري الصحف وناشريها، فعصفت بمؤسسات ووسائل، وأسهمت في ارتقاء أخرى»، لافتاً إلى أن القدرات المالية للصحف في تراجع في مقابل تسرب إعلاني متصاعد، ما سيؤدي إلى عدم قدرة الصحف على إنشاء معامل إخبارية في الشكل الكافي أو إنتاج المواد الصحافية بأشكال تقنية مختلفة، فضلاً عن حاجتها إلى الخصوصية، ولو في شكل جزئي.