وقعت في الساعات الأولى من صباح أمس، اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة في مدينة تاجوراء (18 كلم شرق العاصمة الليبية طرابلس) بين أفراد من عائلتين في المدينة، ما أسفر عن مقتل شخصين من عائلة الجربي. وكادت الاشتباكات أن تستفحل، لولا تدخل عدد من حكماء المدينة للتهدئة، فيما أكد ناطق باسم الغرفة الأمنية المشتركة في طرابلس، أن أي قوات من خارج المدينة لم تتدخل في الاشتباكات، فيما برز تناقض في الرواية الرسمية للحادث. وأغلقت الطريق المحاذية لقاعدة معيتيقة الجوية ومطارها الدولي بسبب الاشتباكات، فيما أعلنت إدارة المطار الوحيد الذي لا يزال يعمل في غرب ليبيا، تعليق الرحلات الجوية فيه، «لعدم توافر الأمن في محيطه، وحفاظاً على سلامة المسافرين والطائرات»، كما أفادت مصادر الإدارة. وتمركزت آليات مسلحة بقاذفات ورشاشات عند مستديرة «سيدي الأندلسي» في تاجوراء، ومنعت الوصول إلى المطار، وحولت حركة السيارات إلى الطريق الساحلي، ما سبب اختناقاً لحركة المرور لأكثر من 4 ساعات. لكن وكالة الأنباء الليبية الرسمية (وال) نقلت عن آمر كتيبة حماية قاعدة طرابلس الجوية (معيتيقة)، «وفاة شخصين من أفراد الكتيبة نتيجة هجوم مسلحين على البوابة الشرقية للقاعدة من جهة منطقة أبي الأشهر في تاجوراء»، ما يوحي بأن الاشتباكات نجمت من هجوم على المطار. وأوضح آمر الكتيبة لوكالة الأنباء الليبية أن القتيلين هما الشقيقان الهاشمي مبارك الهاشمي ووليد مبارك الهاشمي، مشيراً إلى أنهما من أفراد الحراسات وكانا موجودين في البوابة أثناء الهجوم. وأضاف أنه بعد تبادل لإطلاق بين المهاجمين وأفراد الحراسات، وصل دعم وتمت السيطرة على الموقف، وأشار إلى «تواصل مع الجهة التي يتبع لها المهاجمون، والتي سلمت بعض المسؤولين عن الهجوم، فيما يتم التفاوض على تسليم البقية». في المقابل، نفى وكيل وزارة المواصلات المكلف شؤون الطيران والنقل الجوي عبدالحكيم أحمد الشويهدي في حديث إلى وكالة الأنباء الليبية أن يكون المطار هدفاً لهجوم. يأتي ذلك غداة تنظيم تجمع أسر ضحايا مجزرة غرغور، تظاهرة في ميدان الجزائر (وسط طرابلس)، إحياء للذكرى الأولى للمجزرة. وطالبت أسر الضحايا الجهات المختصة بضرورة استكمال التحقيقات اللازمة في الحادثة وكشف المتورطين في قتل أبنائهم ومعاقبتهم قانونيّاً. ورفع المُتظاهرون صور الضحايا وشعارات تؤكد تمسكهم بمطلبهم في كشف المتورطين لئلا تضيع دماء أبنائهم هباءً. ونشرت مديرية أمن طرابلس عناصرها لتأمين التظاهرة التي لم تُسجّل خلالها أية خروقات أمنيّة. يذكر أن مجزرة غرغور حدثت في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، وسقط فيها أكثر من 50 قتيلاً و350 جريحاً، أثناء خروجهم في تظاهرات تُطالب بخروج التشكيلات المُسلحة من طرابلس. في غضون ذلك، تواصلت المعارك بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر وخصومه الإسلاميين في بنغازي، والتي بدأت في 15 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، من دون أن يحكم أي من طرفي القتال سيطرته الكاملة على المدينة التي هجرها أكثر من 8500 أسرة، نزحت إلى مدن في شرق البلاد وغربها وجنوبها. وتتواصل الاشتباكات في جبل نفوسة (غرب) بين مسلحين من مدينة ككلة مدعومين من قوات «فجر ليبيا» وقوات «جيش القبائل» ومسلحين من مدينة الزنتان. على صعيد آخر، عقدت محكمة استئناف طرابلس الجنائية الخاصة بمحاكمة رموز ومسؤولي النظام السابق، فيما تعذر للمرة الثانية على التوالي «لأسباب فنية» مثول المتهم الأول سيف الإسلام القذافي (نجل العقيد معمر القذافي)، عبر نظام الدائرة التلفزيونية من سجنه في مدينة الزنتان. وكانت المحكمة قد استمعت بعد طرح الأسئلة أثناء الجلسة السابقة، لعدد من شهود النفي في القاعة، كلاً على حدة، للتأكد من أنهم على معرفة أو علاقة بالمتهمين. وقرر القاضي بعد مداولات تأجيل المحاكمة من جديد.