اجمعت أمس ردود الفعل العربية والدولية على إدانة الانفجارين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية لدى لبنان. واعتبرت طهران أن التفجير الذي استهدف سفارتها «لن يثنيها عن دعم المقاومة»، واتهمت «إسرائيل بالوقوف وراء هذا الحادث الذي جاء عشية استئناف المفاوضين الإيرانيين المحادثات مع الجانب الغربي في شأن الملف النووي الإيراني. ورأي أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني بعد تسلمه رسالة من نظيره السوري علي مملوك أن «الانفجار يدل علي عزلة الكيان الصهيوني والمجموعات الإرهابية التي تسير في ركابه، وهذه الأعمال لن تؤثر علي دعم إيران لتيار المقاومة الإسلامي». واتهم الدول الغربية ب «دعم الإرهاب في المنطقة مالياً وتسليحياً». واعتبرت الناطق باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم ان الانفجار «يعكس الحقد الذي يتمتع به الصهاينة وعملائهم في المنطقة». ودانت الحكومة السورية ب «شدة العمل الإرهابي الجبان». وأكدت في بيان لها أن «هذا العمل يعكس تورط دعاة الإرهاب وحماته وصانعيه ومموليه في المنطقة وإصرارهم على نشر الإرهاب سلوكاً وممارسة وثقافة في تبشير لتدمير المنطقة وأمنها ومستقبلها، والحكومة السورية تؤكد أن مكافحة الإرهاب ومواجهته واجب على كل شعوب العالم وحكوماته، وإن تورط أي حكومة أو دولة بأعمال إرهابية سبب كاف لمواجهتها من قبل المجتمع الدولي»، ودعت «شعبنا في لبنان إلى الالتفاف حول وحدته الوطنية لمواجهة الإرهاب». واتهم وزير الاعلام السوري عمران الزعبي، في تصريح «دوائر عربية وغربية» بالتفجيرين، وفق «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية. وقال: «هناك دول محددة كدول الخليج وإسرائيل تريد أن تعمم سياسة الإرهاب في المنطقة، وما حصل عمل إرهابي منظم». واعتبر أن الانفجار «له علاقة بالتطورات السورية ومؤتمر جنيف والمفاوضات النووية». وأكد أن «الجيش السوري سيتابع مهماته الدستورية في وجه الإرهاب». وأعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن تعاطفه مع لبنان قيادة وشعباً. واكد خلال انعقاد القمة العربية الأفريقية الثالثة في الكويت، «ضرورة العمل على وقف الإرهاب في المنطقة التي تحتاج إلى سلام واستقرار». ودان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في بيان وزعه قصر الاليزيه ب «أقصى قدر من الحزم» التفجير وعبر عن تضامنه «مع السلطات اللبنانيةوالإيرانية». وجدد دعم فرنسا للحكومة اللبنانية «من أجل صيانة وحدة لبنان». وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال، أن «الوزير لوران فابيوس وجه رسالة بهذا الشأن الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان والى نظيره الإيراني جواد ظريف». وأكد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بلاده «تلتزم دعم الاستقرار في لبنان وضرورة سوق المسؤولين عن هذا الهجوم الى العدالة». وقال: «تلتزم سفارتنا في بيروت أقصى درجات اليقظة، وفريق القسم القنصلي جاهز لتقديم أي مساعدة للمواطنين البريطانيين». وأعلنت الحكومة الإسبانية انها «تتشارك خلال هذه الأوقات العصيبة، الألم مع أهالي الضحايا والسلطات في كل من لبنانوإيران وشعبيهما».وعبرت عن «رفضها القاطع أي اعتداء إرهابي ضد أي بعثة ديبلوماسية». وقال البيان: «ترغب إسبانيا في أن تظهر دعمها للبنان في محاربته الإرهاب وتؤكد التضامن مع الشعب في تطلعاته الى السلام والعيش المشترك». وأكد السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد هيل في تصريح بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري دعوة «الولاياتالمتحدة كل الأطراف إلى ضبط النفس». وقال: «نشجع السلطات الحكومية على التحقيق في هذه الجريمة»، آملاً من «كل الأطراف التعاون مع التحقيق». وأكد أن «أعمال العنف تزيد الولاياتالمتحدة إصراراً على العمل مع المؤسسات اللبنانية»، مشدداً على أن «يأخذ الجيش وقوى الأمن الداخلي دورهما في إشاعة الاستقرار والأمن في لبنان». وأكد المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى لبنان ديريك بلامبلي بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي «الدعم للسلطات اللبنانية في إطار مواجهتها لهذا الوضع»، مجدداً الدعوة إلى «ضبط النفس في ظل سعي السلطات لمعرفة الجهات المسؤولة عن الاعتداء الإرهابي وسوقها الى العدالة».