تترقب مصر اليوم تظاهرات للقوى الثورية إحياء لذكرى أحداث شارع «محمد محمود»، فيما قررت جماعة «الإخوان المسلمين» وحلفاؤها عدم الحشد في ميدان التحرير تجنباً لأي صدامات، ما قلل من مخاوف اندلاع أعمال عنف، في حين بقي اختبار العلاقة بين القوى الثورية وبين قوات الجيش والشرطة التي طوقت ميدان التحرير من مختلف الاتجاهات. لكن ذلك لم يحل دون دخول نحو الف من معارضي الحكم الحالي إلى الميدان مع حلول المساء. في غضون ذلك، قُتل 27 شخصاً وجُرح 34 آخرون حين صدم قطار مُسرع حافلتين لنقل الركاب والبضائع قرب مدينة دهشور في محافظة الجيزة. ونعت الحكومة والجيش القتلى. وجاء الحادث في وقت اغتال مسلحون مجهولون الضابط في جهاز الأمن الوطني المقدم محمد مبروك الذي أعد التحريات في قضية اتهام الرئيس المعزول محمد مرسي وآخرين ب «التخابر مع حركة حماس». وأمطر مسلحون القتيل بطلقات نارية أمام منزله في حي مدينة نصر، فيما كان يهم بالتوجه إلى مقر عمله. وتحل اليوم الذكرى الثانية لأحداث شارع «محمد محمود» الذي شهد مواجهات اندلعت بين آلاف المتظاهرين والشرطة في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2011، بعدما فضّت قوات الأمن بالقوة اعتصاماً لنشطاء في ميدان التحرير للمطالبة بتسليم المجلس العسكري السابق السلطة. وقُتل في المواجهات التي استمرة 5 أيام أكثر من 40 شخصاً وجرح نحو 2000 متظاهر. وسعى الحكم و «الإخوان» إلى التبرؤ من مواقفهما السابقة خلال الأحداث نفسها وإحياء ذكراها الأولى. فجماعة «الإخوان» اعتبرت في بيان أن هناك «سوء ظن وخطأ في التفسير» لموقفها من أحداث محمد محمود. وكانت الجماعة أحجمت عن المشاركة في الاعتصام للمطالبة بتنحي المجلس العسكري، كما انتقد قياديون فيها المتظاهرين. غير أن الجماعة قالت في بيان أمس إن «ذكرى محمد محمود ليست يوماً يعبّر فيه الثوار الأحرار عن غضبهم مما مضى، ولكنها روح تدفعهم للثورة ضد ما هو قائم على الباطل من سرقة للثورة واغتصاب للسلطة وإهدار لإرادة الشعب». في المقابل، وضع رئيس الوزراء الدكتور حازم الببلاوي يرافقه وزراء ومسؤولون وسياسيون حجر الأساس لنصب تذكاري لشهداء ثورتي 25 يناير و30 يونيو سيقام في الحديقة الوسطى لميدان التحرير. وظهر أن الجيش والشرطة أرادا إحكام السيطرة على الميدان قبل التظاهرات، فتم غلقه أمام حركة المرور وتمركزت آليات عسكرية عند كل مداخله التي طُوقت بالأسلاك الشائكة. وزُين الميدان وحديقته المركزية بأعلام مصر وصور لمشاهد من ثورتي 25 يناير و30 يونيو، كما أُصلحت أرصفته التي كُسرت لاستخدام حجارتها غالباً في اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين. وحلّقت مروحية للشرطة فوق الميدان أكثر من مرة. وكان «تحالف دعم الشرعية» برر في بيان مقاطعته لتظاهرات اليوم ب «البعد عن أماكن الصدام». وتظاهر عدد من أنصار التحالف في «مليونية المطلب الواحد» أمس أمام منازل «الشهداء» وفي ميادين عدة للمطالبة بعودة الجيش إلى ثكناته العسكرية، لكن تظاهراتهم لم تجد صدى كبيرا. من جهة أخرى، قررت محكمة جنايات شمال القاهرة إرجاء جلسات إعادة محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي وكبار مساعديه لجلسات تُعقد أيام 14 و15 و16 كانون الأول (ديسمبر) المقبل لسماع أقوال وزير الدفاع السابق المشير حسين طنطاوي ورئيس أركان الجيش السابق الفريق سامي عنان وقائد الشرطة العسكرية السابق اللواء حمدي بدين. كما قررت المحكمة استمرار حظر النشر في الجلسات المقبلة.