لندن، بيروت، دمشق - «الحياة»، رويترز، أ ف ب - واصلت روسيا تحركاتها الديبلوماسية مع النظام السوري والحكومة الإيرانية استعداداً لانعقاد مؤتمر «جنيف 2»، بالتزامن مع قيام وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بتحرك مواز نحو واشنطن وطهران لبحث الملفين النووي الإيراني والأزمة السورية. وقالت مصادر ديبلوماسية غربية ل «الحياة»، إن اجتماع الوفدين الروسي والأميركي مع المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي في جنيف في 25 الشهر الجاري سيقرر إما عقد المؤتمر في 12 الشهر المقبل أو في منتصف كانون الثاني (يناير) المقبل، مشيرة إلى أن دولاً غربية وموسكو تدفع باتجاه إعلان موعده في أسرع وقت ممكن. من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في فيلنيوس (ليتوانيا) إنه يتوقع أن يفتتح في الشهر المقبل مؤتمر جنيف الذي أرجئ عدة مرات. وأضاف للصحافيين: «لا أستطيع أن أعلن موعداً في هذه اللحظة لكن هدفنا هو منتصف كانون الأول (ديسمبر) المقبل»، لافتاً إلى أن الإبراهيمي سيحاول تحديد هذا الموعد خلال لقاء مع ممثلين أميركيين وروس في 25 الشهر الجاري. وزاد: «سيدرسون ذلك وإذا كان الأمر ممكناً آمل أن يتمكنوا من تحديد موعد وأن أتمكن من إصدار بيان في هذا الشأن». ونشطت موسكو ديبلوماسية «المحادثات خلف الأبواب المغلقة» في مسعى لتعزيز فرص عقد المؤتمر، حيث عقد نائبا وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف محادثات مع نائب وزير الخارجية فيصل المقداد والمستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة بثينة شعبان. وتكتم الطرفان على نتائج المحادثات. وتجنب الوفد السوري الحديث مع الصحافيين، ما أوحى بأن الوفد فضّل التشاور مع القيادة السورية حول مضمون النقاشات قبل الإدلاء بتصريحات صحافية. وأعلن في وقت لاحق أن الوزير سيرغي لافروف سيعقد اليوم جلسة محادثات ثانية مع المقداد وشعبان. في السياق ذاته، أجرى بوغدانوف جولة محادثات خلف أبواب مغلقة أيضاً مع نظيره الإيراني حسن أمير عبد اللهيان، واكتفى الطرفان في بداية اللقاء بالحديث عن عدم وجود بدائل عن التسوية السياسية للأزمة السورية. وركز بوغدانوف على أهمية الدور الإيراني في هذا الشأن. واللافت أن الكرملين أعلن بعد اللقاء عن محادثة هاتفية أجراها بوتين أمس مع نظيره الإيراني. وقال في بيان إن المحادثات تركزت على الوضع في سورية والجهود الرامية لعقد مؤتمر «جنيف 2» إضافة إلى تطورات الموقف حول الملف النووي الإيراني. وعلمت «الحياة» أن وفداً من «الائتلاف الوطني السوري» المعارض يستعد للتوجه إلى موسكو بناء على دعوة قدمتها موسكو أخيراً، وقال مصدر ديبلوماسي إن مسؤولين في «الائتلاف» توصلوا إلى تفاهم مع بوغدانوف خلال لقاء الطرفين أخيراً في إسطنبول بترتيب الزيارة إلى موسكو. لكن المصدر شدد على أن «الائتلاف» ما زال يرفض فكرة عقد لقاء غير رسمي مع ممثلي الحكومة السورية. وفي واشنطن، اجرى داود اوغلو محادثات مع نظيره الأميركي جون كيري تناولت ملفي ايران وسورية، قبل قيام الوزير التركي بزيارة لطهران للبحث في الملفين مع المسؤولين الإيرانيين. ميدانياً، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «ارتفع إلى 48 عدد الذين قتلوا من عناصر القوات النظامية بينهم 13 ضابطاً أحدهم برتبة لواء وثلاثة برتبة عميد، الذين قتلوا إثر تفجير مبنى في إدارة المركبات بإحدى ضواحي مدينة حرستا قرب دمشق، حيث أدى التفجير لانهيار المبنى بشكل كامل وتهدم مبنى مجاور له»، لافتاً إلى أن عدد القتلى مرشح إلى الارتفاع بسبب وجود 20 جريحا من القوات النظامية «في حالات شديدة الخطورة» وإلى «تضارب المعلومات حول كيفية تنفيذ العملية بين زرع ألغام داخل أنفاق تم حفرها للوصول إلى أسفل المبنى خلال الأشهر الماضية، واختراق القوات النظامية والوصول إلى المبنى وتفجيره».