تشهد العاصمة الروسية سباقا محموما مع الزمن لإيجاد حل للأزمة السورية، إذ توجه إليها المبعوث الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي عبر مطار بيروت الدولي أمس. وكشف نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف عن لقاء سيعقد بين الإبراهيمي وممثلين لروسيا وأمريكا قريبا في شهر يناير «كانون الثاني» المقبل عقب عطلة أعياد الميلاد لوضع اللمسات النهائية لخطة للحل «على ما يبدو». وأعلن عن تسليم دعوة لرئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد معاذ الخطيب لإجراء محادثات معه. وقال بوغدانوف «سنستمع إلى ما سيقوله لنا الإبراهيمي حول الوضع الحالي في سورية، وسنتخذ القرار حول اجتماع (الباءات الثلاث)»، في إشارة إلى بوغدانوف نفسه والإبراهيمي وبيرنز نائب وزيرة الخارجية الأمريكية. وأوضح أن وزارة الخارجية الروسية وجهت دعوة إلى الخطيب لعقد لقاء في موسكو أو جنيف أو القاهرة. وقال «لقد سلمنا الدعوة.. إنها الآن لدى أحمد معاذ الخطيب». وأضاف «إن روسيا مستعدة للقاء ممثلي الائتلاف الوطني السوري في موسكو أو في الخارج، بما في ذلك جنيف أو القاهرة». إلى ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري محمد عمرو عقب لقائهما في موسكو أمس إن روسيا تحث القيادة السورية على «بذل أقصى» الجهود لتنفيذ دعواتها إلى الحوار مع المعارضة لتسوية النزاع. وأشار إلى أنه حث نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد خلال محادثاتهما أمس الأول على التأكيد على استعداد حكومته للحوار مع المعارضة. وأضاف «يتعين على الحكومة السورية أن تؤكد استعدادها لإجراء محادثات بشأن أكبر عدد ممكن من المسائل بما يتفق مع الاتفاقية الدولية التي تم التوصل إليها في جنيف في يونيو (حزيران) الماضي والتي تدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية». ومن جانبه، قال عمرو إن هناك اتفاقا بين الموقفين المصري والروسي. وأضاف «نعتقد أن التغيير في سورية قادم من دون شك، يجب أن يكون تغييرا محكوما يحافظ على وحدة البلاد ويحافظ على النسيج المتعدد لكل أطياف الشعب السوري». وأشار إلى أن مقر الائتلاف السوري المعارض يوجد في القاهرة، مضيفا أن الجانب المصري على اتصال دائم معه من أجل وضع خطة للتحول المحكوم والتحول الديمقراطي. وأكد أنه من الصعب أن يكون للحكم السوري الحالي مكان في المستقبل، مضيفا «يجب أن نفكر في عملية انتقال محتومة للسلطة».