انتشرت قوات الجيش المصري بأعداد كبيرة في ميدان التحرير بالقاهرة الاثنين قبيل الذكرى الثانية لمقتل أكثر من 40 محتجاً خلال اشتباكات في شارع محمد محمود القريب من الميدان. ودعت جماعات سياسية عديدة إلى احتجاجات لإحياء هذه الذكرى مما أثار مخاوف من تجدد إراقة الدماء. وقبل عامين اشتبك محتجون مع الشرطة في الشارع القريب من مقر وزارة الداخلية بينما كانوا في مسيرة لمطالبة المجلس العسكري الذي كان يحكم مصر في ذلك الوقت بالتنحي عن الحكم وبإصلاح الشرطة. وأشعلت الاشتباكات شرارة قتال في الشوارع استمر أياماً نظم خلالها المحتجون مسيرات صوب وزارة الداخلية وألقوا الحجارة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق الخرطوش والغاز المسيل للدموع. ولاقى بعض المحتجين حتفهم جراء اصابات ناجمة عن أعيرة نارية غير أن الشرطة نفت استخدام الذخيرة الحية. وقبيل الذكرى مضت الحكومة المدعومة من الجيش قدماً في بناء نصب تذكاري في التحرير للضحايا الذين قتلوا منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. ودعا كل من جماعة "الإخوان المسلمين" التي ينتمي إليها الرئيس المعزول محمد مرسي ونشطاء ليبراليون والشرطة والجيش المواطنين المصريين الى الخروج إلى الشوارع لإحياء ذكرى ضحايا محمد محمود. وتثير كثرة الدعوات مخاوف من حدوث مصادمات بين المحتجين المتنافسين ومع قوات الأمن. وقال مصري يدعى محمد زكريا انه يرجح إلاّ يستطيع الإخوان التظاهر في ميدان التحرير غداً. وأضاف أن شباب الثورة سيأتون إلى التحرير في ذكرى الأحداث التي قتل فيها العديد منهم وأن من الصعب أن يأتي الإخوان للميدان أثناء وجود الثوار فيه. وتحل ذكرى احداث محمد محمود في وقت حساس للحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش الذي اطاح بمرسي في اعقاب احتجاجات ضد حكمه. وبدأت الحكومة انشاء قاعدة لما تقول إنه سيكون نصباً تذكارياً لجميع من قتلوا في العامين ونصف العام الماضيين. لكن بعض المصريين انتقدوا بناء النصب متهمين الشرطة والجيش بالاستيلاء على ذكرى المحتجين الذين قتلتهم قوات الامن. لكن رجلاً يدعى نبيل السيد قال ان الوقت حان للوقوف بجانب الجيش والشرطة وانه ليس قلقاً بشأن ما سيجري غداً لأن الجيش والشرطة والشعب باتوا يداً واحدة. لكن في الوقت الذي يعبر فيه البعض عن تفاؤلهم بتقدم الحكومة الانتقالية نحو الاصلاح الديمقراطي يحذر مدافعون عن حقوق الانسان من عودة قوات الامن الى السياسات القمعية التي كانت شائعة في عهد مبارك. وقتل آلاف المصريين خلال الاضطرابات السياسية التي اعقبت الاطاحة بمبارك لكن لم يجر سوى قليل من المحاكمات الناجحة لقتلة المتظاهرين.