أدى المصريون صلاة عيد الفطر في الساحات العامة، أمس الخميس، لكن الأسلاك الشائكة، والمدرعات الموجودة في شوارع القاهرة، وحواجز الطرق المحيطة باعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، تشير إلى الحافة السياسية الخطرة التي تقف عليها هذه الاحتفالات. وعلى خلفية الأزمة التي تشهدها البلاد، خرج أنصار محمد مرسي، وأنصار الحكومة الجديدة المدعومة من الجيش، في مواقع مختلفة من القاهرة. وتدفقت الأسر على مسجد رابعة العدوية، مركز اعتصام معارضي الحكومة الجديدة، شمال شرق القاهرة، لأداء صلاة الفجر، ثم جلست في المنطقة تحتفل بالعيد. وقال علي محمد «40 عاما»، وهو مزارع من قرية قريبة من المنيا جنوبي القاهرة، «هذا أجمل عيد في حياتي.. أجرينا خمسة انتخابات، لكن وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي قلب كل ذلك». وتجمع ألوف في اعتصام رابعة العدوية، وانتشروا في شارع، قُتِلَ فيه 80 من أنصار مرسي في اشتباكات مع الشرطة يوم 27 يوليو. وأشعل الصبية الألعاب النارية، وتبادل الموجودون التهاني والكعك، وانتشر الباعة الجائلون، يبيعون الشاي والمأكولات ولُعب الأطفال. وحمل آخرون صور مرسي، ووقف أحد الباعة يبيع أقنعة واقية من الغاز، ونظارات الغوص، فيما ردد المحتجون هتافات وطنية، وقرعوا الطبول. وقالت محتجة منتقبة، عرَّفت نفسها باسم إيمي، وأنها مدرّسة للغة الإنجليزية «نريد أن نحيا أحرارا، لا نريد أن نُهَان في أقسام الشرطة، لا نريد أن نتعرض إلى مضايقات بسبب ارتداء الحجاب أو إطلاق اللحية». وأشارت إلى أنها كانت تريد أن تعمل مترجمة فورية لكن الشركات كانت ترفض تعيينها بسبب لبسها. من جانبه، قال عماد عبدالعزيز «53 عاما»، وهو مهندس، حضر صلاة العيد مع زوجته وبناته الثلاث في الاعتصام: «جئنا إلى رابعة لأن هذا العام يختلف عن أي عام مضى، نحن هنا للمطالبة بعودة مرسي». واحتشد أنصار الحكومة في ميدان التحرير، مركز الانتفاضة التي أطاحت بحكم حسني مبارك عام 2011. وكان بعض اليساريين، ومجموعات شبابية، دعوا إلى الصلاة في الميدان لدعم ما يصفونه بالثورة الثانية، المتمثلة في عزل مرسي بعد الإطاحة بمبارك. وصعد جنود أعلى مدرعات في الشوارع المحيطة بميدان التحرير، خاصة عند المتحف المصري. وعلى منصة في وسط ميدان التحرير، أنشد مغنٍ أغاني وطنية، وأخرى مناهضة للإخوان، وحضر مئات، أغلبهم شباب، إلى الميدان في وقت مبكر. وانتشرت في الميدان صور للسيسي، عُلِّقَت على الأشجار، وأعمدة الإضاءة، ولافتات تدين الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والسفيرة الأمريكية آن باترسون، اللذين يرى مؤيدو الحكومة أنهما يساندان الإخوان. وعرض الباعة لافتات تقول «مصر أمانة في أعناق الجيش.. الشعب المصري فوض الجيش المصري لمكافحة الإرهاب».