واصل نجم المنتخب السعودي ولاعب وسط الأهلي تيسير الجاسم رحلة تألقه مع الأخضر وأسهم في شكل فاعل في تأهله لنهائيات كأس آسيا 2015 لكرة القدم إثر فوزه على المنتخب العراقي (2-1) في الجولة الرابعة لمنافسات المجموعة الثالثة أمس (الجمعة) على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام. وأحرز الجاسم هدف السبق للمنتخب السعودي ليريح أعصاب الجماهير التي احتشدت لتملأ مدرجات ملعب المباراة ، وذلك بفضل مهاراته العالية ونظرته الواسعة وقدرته الفائقة على صناعة اللعب وتسجيل الأهداف، فضلاً على أدواره الدفاعية التي يقوم بها قبل أن يضيف المهاجم ناصر الشمراني هدف الاطمئنان (60). وقد فرض الجاسم، (29 عاماً) الذي صعد سلم النجومية بسرعة الصاروخ، نفسه بصفته أحد أبرز نجوم الجيل الحالي في الكرة السعودية إذ أجبر المدربين الذين أشرفوا عليه بإشراكه أساسياً في جل مباريات المنتخب الأول الذي انضم إليه للمرة الأولى عام 2004. خلال الأعوام ال10 الماضية، خاض الجاسم 85 مباراة دولية منها 55 مباراة لاعباً أساسياً و30 مباراة لاعباً بديلاً، وسجل خلالها تسعة أهداف كان أولها في مرمى سنغافورة في البطولة الدولية الودية التي أقيمت في سنغافورة قبيل انطلاق نهائيات كأس آسيا 2007، بينما كان آخرها في مرمى المنتخب العراقي في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا. ولم يغب الجاسم المولود عام 1984 عن مشاركات المنتخب المختلفة سواء على المستوى الإقليمي أم القاري أم حتى المباريات الودية، ولكنه لم يحقق معه أي إنجاز حتى الآن. وقد خاض الجاسم الذي بدأ رحلته الكروية مع فريق هجر القابع في دوري الأولى تجربتين احترافيتين خارج السعودية، إذ لعب بنظام الإعارة لفريقي الغرافة وقطر القطريين عامي 2007 و 2009 على التوالي، بينما حقق مع فريقه الأهلي بطولات عدة أبرزها كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال (مرتين)، وكأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد وبطولة الأندية الخليجية. تيسير الجاسم اسم كبير لا يحتاج إلى تعريف فهو باختصار من أبرز اللاعبين في خط الوسط الذين يقدمون عطاءات مميزة ليس على المستوى المحلي فحسب، بل الإقليمي والقاري‘ حتى إن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» اعتبره في تقرير صادر قبل أعوام أحد عناصر المستقبل المشرق لكرة القدم السعودية. كما وصفه قائد المنتخب العراقي وهدافه الأبرز يونس محمود بالنجم السعودي الأبرز، وهناك الكثير من الألقاب والإشادات الشخصية التي لا يتسع المجال لذكرها والتي نالها خلال مسيرته الرياضية التي قد لا تتجاوز ال10 أعوام بصفته لاعباً في المنتخب وفريق الأهلي. وأثمرت المتابعة الجيدة من الجاسم في إحراز هدف السبق في المباراة التي استضاف فيها نظيره العراقي، وأشاد النقاد والمحللون بالمتابعة الجيدة للجاسم التي أثمرت منح الأخضر السعودي هدف السبق. وأكدوا أن تيسير الجاسم يعد من اللاعبين الذين يتمتعون بالعطاء الكبير والحيوية العالية داخل المستطيل الأخضر كما أنه يعتبر شعلة نشاط لخط وسط المنتخب السعودي. وعن حظوظ الأخضر في البطولة الآسيوية المقبلة بعد إعلان تأهله رسمياً ، قال الجاسم: «الحظوظ كبيرة والأخضر له صولات وجولات في هذه البطولة القارية، وقد يكون أكثر المنتخبات وصولاً إلى النهائي وفاز باللقب ثلاث مرات وحل وصيفاً في ثلاث مناسبات، وهذا يؤكد علو كعب الكرة السعودية في البطولات القارية، ونعد بصفتنا لاعبين ببذل كل الجهود الممكنة باستعادة بريق الكرة السعودية وتعزيز مكانتها المرموقة». ومر الجاسم خلال رحلته الاحترافية بالعديد من المحطات الصعبة والتي كان أصعبها الإصابات المؤلمة التي تعرض لها، لكن إصراره على العودة القوية إلى الملاعب من طريق الأهلي أولاً جعله يتجاوز الآلام ويفتح صفحات جديدة من الأمل. وشارك الجاسم في مناسبات كبيرة مع المنتخب السعودي وإن كان فاته الحلم الكبير ممثلاً بكأس العالم.