لم تفرح الجماهير السعودية منذ زمن بمثل مشاهد الفرح التي عاشتها أول من أمس في الدمام، بعد انتصار «الأخضر» على العراق وتأكيد تأهله لنهائيات كأس أمم آسيا 2015 في أستراليا، إذ حضرت لحظات الفرح والحمل على الأعناق والرقص على أهازيج وطنية صدحت بها مدرجات استاد الأمير محمد بن فهد في الدمام. أكثر الرياضيين فرحاً وتأثراً بالانتصار الغالي والتأهل المستحق كان رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد الذي خطف الأنظار كثيراً بعد نهاية المباراة من اللاعبين وجهازيهما الفني والإداري بتعدد صور الفرح اللافت الذي ظهر به في أرض الملعب، فتارة ذرف الدموع وتارة أخرى رقص رقصة المزمار مع اللاعبين مردداً أهازيج المنتخب مع الجماهير، وفي مشهد آخر حمله اللاعبون على الأعناق، ثم عانق اللاعبين بحرارة وصافح الجماهير من خلف السياج، وهنأ بعض المعاقين من الفئة الغالية بتواضع كبير، وظهر على غير عادته من دون نظارته التي يبدو أنه فقدها أثناء لحظات الفرح العارم. ثمة مشاهد أخرى في ليلة فرح «الصقور الخضر» تمثلت في المقصورة الرئيسة للملعب، إذ تحولت واجهة المنصة إلى لحظات عناق حارة وتهاني وتبريكات بين رئيس الاتحاد السعودي أحمد عيد وبقية أعضاء مجلس إدارته الذين اصطفوا لتهنئته في صورة أشبه بليلة فوزه بانتخابات الاتحاد السعودي، لينسى عيد نفسه من شدة الفرح ويسقط عقاله من دون أن يشعر في لحظات فرح صادقة خرجت من القلب قبل أن تخرج من سائر الجسد. كثيرون في الوسط الرياضي لاموا رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد ذا ال65 عاماً على فرحته الكبيرة بعد المباراة، وأكدوا في مواقع التواصل الاجتماعي أنه بالغ فيها كثيراً، فالطموح يجب ألا يقف عند سقف التأهل لنهائيات كأس أمم آسيا، مذكرين الرئيس الأسمر أن «الأخضر» حقق لقب كأس آسيا في أعوام 1984 و1988 و1996، كما حل وصيفاً لبطل القارة الصفراء في أعوام 1992 و2000 و2007، وكان يتأهل بكل سهولة للأدوار النهائية بنتائج كبيرة. فيما برر آخرون موقف عيد وأكدوا أن فرحته كانت من القلب وهو يشاهد المنتخب يرسم البهجة على شفاه الجماهير الرياضية السعودية مرددين عبارة الرئيس بعد اللقاء «إنها فرحة وطن»، مضيفين أن أحمد عيد أخلص في عمله وقدم جهداً مميزاً في الأشهر الماضية، ومن حقه أن يفرح كثيراً وهو يقطف أولى ثمار العمل الناجح في عهد مجلس إدارته المنتخب.