طغت زيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون منطقة جافنا شمال سريلانكا التي تسكنها غالبية من التاميل وأدمتها معارك بين السلطات ومتمردين انفصاليين انتهت عام 2009، على قمة لرابطة دول الكومنولث التي افتتحت امس في هذا البلد. وعارضت السلطات السريلانكية زيارة كامرون التي جعلته أول مسؤول سياسي أجنبي يزور المنطقة التي تقول الأممالمتحدة ان 10 آلاف مدني على الاقل قتلوا فيها في الهجوم النهائي الذي شنّه الجيش للقضاء على الحركة الانفصالية، فيما تتحدث منظمات غير حكومية عن قتل الجيش 40 ألف مدني غالبيتهم من التاميل في نهاية النزاع. وقبل الحرب كان اقتصاد جافنا مزدهراً، فيما تضم الآن مباني مدمرة واراضي مهجورة، ولا يزال 30 ألف شخص يقيمون في مخيمات للاجئين. ولم تدرج زيارة كامرون في أي برنامج رسمي، لكن ممثلي المجتمع المدني في جافنا اطلعوا على زيارة رئيس الوزراء بعد ظهر أمس. وقد يلقى كامرون لدى عودته الى كولومبو استقبالاً بارداً من الرئيس السريلانكي ماهيندا رجاباكسي، علماً ان رئيس الوزراء البريطاني كان تعهد خلال زيارته الأخيرة للهند مطالبة كولومبو باجراء تحقيق دولي حول جرائم الحرب، وهو ما ترفضه كولومبو. وشدّد الرئيس السريلانكي على ان الكومنولث ينبغي ألا يتحول الى منظمة للحكم على اعضائها، وقال في خطاب سبق افتتاح الأمير تشارلز الرسمي للقمة: «اذا كان الكومنولث يريد ان يبقى مفيداً لأعضائه عليه ان يستجيب لحاجات الشعوب، والا يتحول الى منظمة تعاقب وتحاكم الدول الاعضاء». كما حذر من محاولة أي دولة «فرض جدول اعمال ثنائي في اطار المنظمة». ويقاطع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر القمة بحجة ان «عدم التحرك امام الانتهاكات الخطرة لحقوق الفرد أمر غير مقبول»، وكذلك نظيره من جزر موريشيوس، فيما رفض نظيره الهندي منموهان سينغ زيارة كولومبو لمراعاة أقلية التاميل في بلده مع اقتراب الانتخابات الاشتراعية عام 2014.