ينظم مختبر السرديات في مكتبة الإسكندرية ومؤسسة حورس الدولية للنشر جائزة «حورس الإسكندرية للسرد العربي»، وستقوم هذه الجائزة في دورتها الأولى بنشر خمس روايات للمبدعين العرب، بهدف مساعدة المبدع العربي في نشر إبداعه السردي، والجائزة متاحة لكل من يكتب بالعربية، على ألا تزيد سن المتسابق على 40 عاماً، وبشرط ألا تزيد الرواية على 50 ألف كلمة، وألا تكون منشورة بأي شكل من الأشكال الورقية أو الإلكترونية، أو فازت في أية مسابقة من قبل. وتتكون لجنة أمناء الجائزة من رئيس وحدة السرديات في جامعة الملك سعود بالرياض الناقد السعودي معجب العدواني، ومقرر وحدة السرديات في الجامعة أبوالمعاطي الرمادي، والأستاذ في جامعة أم القرى بمكة المكرمة أحمد صبرة، والناشر أحمد عبدالمنعم، والمستشار الإعلامي لمكتبة الإسكندرية حسام عبدالقادر، ورئيس قطاع المشاريع بمكتبة الإسكندرية خالد عزب، ورئيس مختبر السرديات في المغرب شعيب حليفي، والمشرف على مختبر السرديات بالمكتبة الأديب منير عتيبة. وذكر العدواني ل «الحياة» أن هذه الجائزة «تمثل امتداداً لعدد من الجوائز العربية التي تركز على السرد في أشكاله المتنوعة، وهي تأتي في إطار التشجيع المؤسساتي للإنتاج السردي في العالم العربي، وترمي إلى إيجاد بيئة تنافسية في حقل الإنتاج السردي ما ينشط الكتابة الأدبية وتحديداً السردية»، وأشار إلى أن الشراكة بين وحدة السرديات في جامعة الملك سعود ومكتبة الإسكندرية ومختبر السرديات فيها، «هي شراكة أولية، ويجري حالياًَ إنهاء ما يتصل بالاتفاق بين الجامعة والمكتبة، ونأمل بأن يُعلن قريباً»، أما في ما يخص التوقعات حيال الإقبال على الجائزة فقال: «أتوقع إقبالاً كبيراً على الجائزة لكونها تخضع إلى جانبين مهمين يسهمان في التأثير في متلقي السرد، فالبعد العلمي يتوافر في وجود وحدات بحثية مهتمة بالسرد ودراساته النقدية، والبعد الترويجي يتوافر في وجود دار نشر طموحة ونشطة. وهما جانبان لهما دورهما في النهوض بمستوى الجائزة العلمي والإعلامي». وأكد العدواني أن الرواية الفائزة ستحظى بحضورها الإعلامي، «وسيتبع ذلك حضورها في الإنتاج البحثي والمراجعات النقدية المتخصصة»، موضحاً أن هذا الأمر يتكرر كثيراً للأعمال الفائزة بجوائز كبيرة، على سبيل المثال «سبق لوحدة أبحاث السرديات أن تناولت الأعمال الروائية الفائزة بالبوكر، ولعل وجود جائزة حورس بهذا البعد الأكاديمي سيجعلها هدفاً لكتاب السرد عربياً، إذ يمكن أن تُجرى جلسات متزامنة بين المغرب ومصر والسعودية لمراجعة الأعمال الفائزة». وأضاف أن الجائزة «تتبلور في المشاريع الطموحة الهادفة التي تؤمن بقيم الشراكة والتعاون العربي، وهي القيم التي ستدعم من جهات عدة وتضمن لها النجاح على اختلاف مواقعها الجغرافية وتنوع اهتمام تلك الجهات». في حين أوضح صبرة أن الهدف من الجائزة «اكتشاف بؤر جديدة للإبداع السردي المكتوب بالعربية في أي مكان في العالم، لذلك لم نقتصر على بلد دون آخر»، كاشفاً أن الشروط لا تقصر الترشيح على جنسية دون أخرى، مضيفاً: «نحن نرى معاناة الروائيين الجدد في نشر أعمالهم الأولى، وكثيراً ما يضطر الروائي - وهو اسم غير معروف بين الناس - إلى أن يدفع لدور النشر مبالغ طائلة أحياناً ليجد عمله طريقه إلى الناس، وهو أمر ليس في قدرة معظم الروائيين لأسباب كثيرة. وحين عرضت علينا دار حورس الإسهام بنشر أعمال هؤلاء قدرنا لها مبادرتها، وعددنا هذا نافذة جديدة مهمة لنشر السرد». ويرى صبرة أن الجائزة ستشهد منافسة كبيرة «والدليل أنه بعد أيام قليلة من نشر الخبر وصل إلينا عدد من المشاركات الروائية. هذا يعني أن هناك أعداداً ليست قليلة من الروائيين في العالم العربي لا تزال أبواب النشر موصدة دونهم. نحن نعرف أن الجائزة لا يمكن أن نقارنها بجوائز أخرى مخصصة للسرد في العالم العربي سواء من ناحية القيمة المادية أم من ناحية الاهتمام الإعلامي، فالجوائز الأخرى مثل جائزة البوكر العالمية للرواية العربية تساندها مؤسسات إعلامية كبرى، مع ذلك هذا لا يمنع من المحاولة، فنافذة جديدة للنشر تعد أمراً يجب الاحتفاء به». وبما أن الجائزة تعتبر ثمرة تعاون بين مختبر السرديات في مكتبة الإسكندرية ومختبر السرديات في المغرب ويمثله حليفي، ووحدة السرديات في جامعة الملك سعود، ويمثلها العدواني والرمادي، سألته «الحياة»: هل يعني ذلك أن الرواية الفائزة ستحظى بقراءات نقدية متخصصة، طالما أن كل هذه الجهات الأكاديمية وراءها؟ فأجاب صبرة: «إن هذه الأسماء المهمة ليست وحدها في الجائزة، هم يمثلون مجلس الأمناء للجائزة، لكننا سنرسل الروايات المشاركة في الجائزة إلى نقاد كثيرين في العالم العربي، اتفقنا مع عدد منهم، وفي طور الاتفاق مع آخرين». وعن كيفية ضمان الانتشار للرواية الفائزة، طالما أن هناك جوائز مرموقة لم تستطع ذلك، علق بقوله: «هذه قضية إشكالية، وأنا أتفق معك في أن نسبة مبيعات الروايات في العالم العربي متدنية للغاية إذا قورنت بمبيعات مثيلاتها في العالم الغربي، فهناك تصل المبيعات إلى عشرات الملايين من النسخ للرواية الواحدة وربما مئات الملايين مثلما حدث مع هاري بوتر، لكن يمكن أن ننظر إلى الأمر من زاوية أخرى، إذا أنت قارنت نسب مبيعات الرواية الآن بما كان قبل 20 عاماً في العالم العربي»، وأضاف أن ناشر نجيب محفوظ قال له: «قبل أن يحصل محفوظ على نوبل كان يبيع 3 آلاف نسخة من رواياته خلال عامين في العالم العربي كله، والآن هناك روايات يطبع منها أكثر من طبعة في العام الواحد، ووصلت بعض الروايات إلى رقم المليون نسخة في النسخة العربية، وهي مؤشرات تجعلنا نتفاءل بالمستقبل».