كان الملف السوري حاضراً بقوة خلال المحادثات بين وزير خارجية مصر نبيل فهمي ونظيره الروسي سيرغي لافروف في القاهرة أمس. وفيما أوضح فهمي في مؤتمر صحافي مشترك عقب المحادثات أن البحث تناول الوضع في سورية وما يبذل من جهد لعقد مؤتمر «جنيف-2» سعياً إلى حل سياسي للأزمة السورية، قال لافروف إن هناك مواقف متطابقة في شأن أهمية عقد «جنيف-2» في أسرع وقت ممكن وبين جميع الأطراف السورية. وقال فهمي إنه بخصوص الوضع في سورية «هناك اتفاق على الحل السلمي لهذه الأزمة، وهناك اتفاق على أن لا حل من دون المسار السياسي بغض النظر عن التفاصيل»، مشيراً إلى أن مصر أعلنت «حتى قبل الإعلان عن مؤتمر «جنيف-2» أننا ضد استخدام القوة في سورية وضد عسكرة القضية السورية، وندعو الجميع إلى الدخول في العملية السياسية». وانتقد لافروف موقف جامعة الدول العربية من الأزمة عندما سئل عن تقويمه لتناول الجامعة للأزمة. وقال: «كما هو معروف، وموقفنا واضح منذ عامين، ما حدث هو اتخاذ قرارات مسبقة». وأضاف: «أعتقد أنه لا بد في المستقبل من التمسك بالمبدأ الأساسي في عمل الجامعة، وأن يكون هناك موقف توافقي بشكل عام»، مضيفاً في هذا الصدد أن من مصلحة بلاده في السياسة الخارجية الآن «استقرار مصر» ما يسمح لها بلعب دور في السياسة الخارجية. وأكد لافروف أن هناك اتفاقاً في الموقف المصري - الروسي بالنسبة إلى التسوية في الملف السوري وعدم القبول بالحل العسكري وتفضيل الحل السياسي فقط «كما أننا ندعو إلى عقد مؤتمر «جنيف- 2» ولدينا قناعة عامة حول المشاركين في المؤتمر ... كما أن لدينا تفهماً عاماً للعملية السياسية». ولفت إلى أنه «لا بد من تفهّم عام بخطر الإرهاب الذي يزداد كل يوم في سورية، وقد اتفقنا على أهمية خلق بيئة ملائمة لعقد مؤتمر جنيف». وأوضح لافروف أنه «بالنسبة إلى إزالة الترسانة الكيماوية السورية فإن الأمر يتم بنشاط ومن دون تعثر». وبالنسبة إلى وضع اللاجئين السوريين، قال إن روسيا «قدمت العون إلى وكالة الإغاثة الدولية وبرنامج التغذية العالمي «الفاو» لتقديمها إلى سورية والدول المستضيفة للاجئين مثل الأردن ولبنان بهدف التخفيف من معاناة الشعب السوري». وأكد أهمية «الامتناع عن خرق القانون الدولي ومحاولة الدفع بالتدخل العسكري عبر مجلس الأمن»، قائلاً إن «روسيا تعارض ذلك». ولفت إلى مشاورات مع الولاياتالمتحدة والمبعوث الدولي والعربي الأخضر الإبراهيمي للتحضير ل «جنيف -2»، كما لفت إلى لقاءات لممثلين من الجامعة وتركيا وممثلين لوكالات الإغاثة في سورية، موضحاً أن رؤساء الوكالات تحدثوا عن أنهم ليس لديهم أي قلق من العمل في سورية لكنهم أشاروا إلى أن الحكومة السورية لا ترفض التعامل معهم وأن المشاكل الأكبر تأتي من المقاتلين «وهو أمر معروف»، مؤكداً أنه لا بد وأن لا يكون هناك «أي تسييس أو تدويل» لهذا الأمر.