أجرى رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية في لبنان وليد جنبلاط أمس في موسكو، محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تركزت على الملف السوري والوضع اللبناني الداخلي. وأكد جنبلاط بعد اللقاء «أهمية إيجاد آليات لتطبيق «اتفاق جنيف» في شكل ينهي الحرب الأهلية الدائرة في سورية»، مشيراً إلى «استعداد موسكو للمشاركة في مؤتمر الكويت حول النازحين السوريين»، وحضها على المساهمة «في شكل ملموس في تخفيف معاناة النازحين في الأردن وتركيا ولبنان». وقال جنبلاط ل «الحياة» في اختتام المحادثات، إن النقاش تركز على «اتفاق جنيف» وصلاحيات الحكومة الانتقالية التي نص الاتفاق على تشكيلها»، وتجنب الإشارة إلى وجهة النظر الروسية التي طرحت خلال اللقاء الذي جرى خلف أبواب مغلقة، لكنه أوضح «أهمية أن يتم التوصل إلى إجماع كل الأطراف على آليات تطبيق الاتفاق في شكل ينهي الحرب الأهلية ويحفظ الدولة السورية». وأوضح أنه سينقل نتائج المحادثات إلى المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي وإلى «بعض الأصدقاء السوريين». وعن أزمة النازحين السوريين، أكد جنبلاط أنها «كانت حاضرة بقوة خلال اللقاء وقال إن روسيا «ستحضر مؤتمر الكويت وآمل بأن نرى مساهمة مالية ملموسة من الروس لتخفيف معاناتهم». وعن الشأن اللبناني الداخلي وتحديداً موضوع قانون الانتخاب، أكد جنبلاط تحفظه عن طرح قوانين انتخابية، وقال إنه «لا بد من الحوار وأية قوانين انتخابية توضع هنا أو هناك لن تقدم ولن تؤخر». وأكد تمسكه «بعدم الانسحاب من الحكومة»، مشدداً على أن «استقرار لبنان همنا الأول». وتزامنت زيارة جنبلاط مع محادثات أجراها في الخارجية الروسية وفد من مجلس الشعب السوري يضم رؤساء اللجان النيابية. وتصادف لقاء الوفدين على مدخل الخارجية الروسية. وزيارة جنبلاط موسكو تمت عشية زيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان العاصمة الروسية، والتي تبدأ الإثنين وينتظر أن يتسلم خلالها قلادة تكريم من الكنيسة الروسية ويجري محادثات الثلثاء مع رئيسي مجلسي الدوما والشيوخ ومع رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف، على أن تكون جلسة محادثاته الرسمية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء. لافروف: نساند استقلال لبنان ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مصدر في الخارجية أن لافروف أكد «أمام جنبلاط مساندة بلاده لتسوية مشاكل لبنان بالطرق السلمية من دون أي تدخل خارجي، وأن روسيا تساند سيادة لبنان واستقلاله ووحدة أراضيه وكذلك بلدان الشرق الأوسط الأخرى». وقال المصدر إن لافروف أكد «موقفنا الثابت الداعم لتسوية المشاكل الداخلية بالطرق السلمية على أسس قانونية من خلال الحوار، من دون تدخل خارجي وفرض وصفات جاهزة من الخارج». وأضاف أن الجانبين أشارا إلى «النتائج السلبية للنزاع المسلح في سورية على كل بلدان المنطقة. وشدد لافروف على الوقف الفوري لكل أعمال العنف وسفك الدماء ومعاناة الشعب السوري، وبدء حوار سياسي سوري شامل لتسوية الأزمة». وقال المصدر «تم تأكيد نيات روسيا في تطوير علاقات الصداقة مع لبنان في كل المجالات، ومن بينها الاتصالات مع كل الفصائل السياسية اللبنانية». وأردفت الوكالة «أن جنبلاط اعتبر بدوره، أن استقرار الشرق الأوسط مبني على سورية، مؤكداً أنه ليس من مصلحة أحد استمرار النزيف في هذا البلد، وأشار إلى أن الرؤية الروسية للحل في سورية جيدة، لكنه سأل في الوقت نفسه كيف تطبق؟ وزاد أن منطقة الشرق الأوسط تشبه البركان. وأكد ضرورة أن يتفق الفرقاء الدوليين على مبادئ الحل في سورية على رغم أن الوضع السوري معقد».