مستشار الحكومة البريطانية لشؤون الرياضة، والرئيس التنفيذي السابق لنادي ليفربول الانكليزي ريك ماري يرى أن غياب الأخضر عن مونديال 2010 لا يعتبر نكسة!. الخبير الانكليزي، شبه عدم تأهل الأخضر السعودي إلى مونديال جنوب أفريقيا، بما حدث للمنتخب الانكليزي عام 1994!. كلام مقنع ومنطقي جداً، لكن غاب عن المستشار الانكليزي أنه ليس ثمة مقارنة بين تصفيات كأس العالم في قارة أوروبا، وبين التي لدينا في آسيا. ففي أوروبا تخوض المنتخبات تصفيات شاقة ومعقدة وطويلة في مجموعاتها، إذ تتقارب المستويات، والعكس هو ما يحدث في تصفيات كأس العالم في قارة آسيا. التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم ليست صعبة وليست معقدة، بل إنها من وجهة نظري أسهل من نهائيات أمم آسيا التي لم نفز ببطولتها منذ عام 1996 في الإمارات. لا... إنها نكسة وخيبة أمل كبيرة أيها الخبير الإنكليزي، فقارة آسيا ليس لديها كبار يتجاوزون العشرة، كما هي منتخبات أوروبا، إنها ثلاثة منتخبات فقط. في آسيا ليس هناك غير منتخبات كوريا الجنوبية، واليابان، والسعودية، وأخيراً أستراليا، ومن ثم تأتي الصين، وإيران، وكوريا الشمالية في المرتبة الثانية!. نحن معترفون أن كرتنا السعودية تأخرت كثيراً عن مستوى المنتخب الأول، ومع ذلك كنا نصل إلى كأس العالم التي لم نغب عنها منذ أول نهائيات شاركنا بها في أميركا عام 1994. لن أتحدث عن اللاعبين ودورهم، ولكنني أسأل فقط ماذا أضاف لهم الاحتراف، إذا كانوا لايستطيعون الحفاظ على هدف الثواني الأخيرة من الوقت بدل الضائع؟ هل أدركنا الآن أن الاحتراف الذي نطبقه هو «احتراف مال»، وأن الاحتراف الحقيقي الذي يجب أن يتلقاه اللاعب مع المحاضرة اليومية، وأعني به احتراف العقول مفقود، مفقود، مفقود! لنكن واضحين مع أنفسنا وصادقين، ف «نحن» من تسبب في خروجنا، ما يعني أننا لم ننظر إلى الخلل من البداية، وهذه البداية تعود إلى ما بعد كأس آسيا في لبنان! على مستوى الخليج، أين نحن؟ وهل منتخبات الخليج تفوقنا مستوى وإمكانات، أم أنهم يتقدمون، ونحن نتأخر (؟؟؟؟)، وهذه هي الحقيقة على مستوى الخليج وآسيا. أيها الخبير الانكليزي! في بلادكم تبحثون عن مدربين من خارج معقل كرة القدم الأول، وآخرهم المدرب الحالي للمنتخب الانكليزي، الإيطالي فابيو كابيلو. كنت أتمنى لو كان لدينا خبراء من سنوات (؟!!!)، فكرة القدم أولاً، والرياضة بوجه عام أصبحت اليوم علماً مستقلاً، يعتمد على التخطيط والتنظيم ووضع الأهداف والاستراتيجيات. كنت أتمنى لو أن تخطيطنا يبدأ، وينطلق بعد الإنجازات والبطولات، وليس بعد الإخفاقات، ولأنها أمنيات فأنا أتمنى أن يكون لدينا جهاز تدريبي عالمي يبدأ من الآن التخطيط لكأس العالم 2014! هل أنا أحلم؟. [email protected]