كل هذا لم يكن ليعفي مدير أخبار القناة اللبناني الأصل موفق حرب من مسؤوليته عن الاستقطابات المهنية التي جلبها إلى القناة، إذ كشف تقرير آخر لمؤسسة بروببليكا المتخصصة في الصحافة الاستقصائية على موقعها الإلكتروني في 22 حزيران (يونيو) 2008 بعنوان: «الجهود المضطربة لأميركا والحرة في كسب المشاهد العربي»، عن أن مسؤولين داخل الخارجية الأميركية أبدوا انزعاجهم من إدارة حرب للقناة، إذ تلقى هؤلاء المسؤولون شكاوى من أن الطاقم الذي وظّفه حرب في مكاتب القناة في واشنطن وبيروت مستقطب حزبياً «ومحسوب في معظمه على الجنرال ميشال عون الذي بدأ يتحول إلى حليف مقرب من أحد ألد أعداء أميركا وهو حزب الله». لقد ترافق مع كل هذه العوامل التي أحاطت بتأسيس القناة انطلاقة غير مقنعة حتى لبعض المسؤولين الأميركيين وعلى رأسهم الرئيس السابق جورج دبليو بوش الذي - بحسب واشنطن بوست - قال على قناة الحرة في نهاية حواره الشهير مع مدير القناة موفق حرب على خلفية فضيحة سجن أبوغريب: «كان بإمكانك أن تسأل أفضل من ذلك»، في إشارة إلى أنه فشل في أن يظهر استقلالية القناة بسهولة الأسئلة، وعلق حرب على هذه الحادثة «لا أعتقد بأني كنت متساهلاً مع الرئيس وأتمنى لو لم يُدل بذلك التعليق».